لله من لم يكترث بمجاعة ... فيها وعاش بها ملازم طاعة
ورأى المقام بها سنين كساعة ... يا ربّ أسأل منك فضل قناعة
بيسيرها وتحصّنا بحماها ... هي نعمة فأفض عليّ نعيمها
وتولّ زائرها وأرض مقيمها ... وأنا السّعيد إذا رزقت قدومها
ورضاك عنّي دائما ولزومها ... حتّى توافي مهجتي أخراها
سهّلت يا ربّي عليّ وصولها ... وحثثت نفسي أن تنال دخولها
والنّفس تسأل يا كريم قبولها ... فأنا الّذي أعطيت نفسي سؤلها
وقبلت دعوتها فيا بشراها ... إن كنت ذا صدق وصاحب همّة
فاخدم حماه فليس ضائع خدمة ... وأقم فإنك لا تزال بنعمة
بجوار أوفى العالمين بذمّة ... وأعزّ من بالقرب منه يباهى
مع كلّ ركب أمّ طيبة فانفذ ... وبملء كفّ إن تيسّر فاغتذ
وبكلّ عام في زيارته خذ ... من جاء بالآيات والنّور الّذي
داوى القلوب من العمى فشفاها ... وله من الإسراء أشرف رتبة
وهو الشّفيع لنا الكريم المنية ... وهو المكرّم باختصاص الرّؤية
أولى الأنام بخطّة الشّرف الّتي ... تدعى الوسيلة خير من يعطاها
كلّ المكارم هنّ طيّ بروده ... ولقد أضاء الكون عند وروده
والبحر يقصر عن مواهب جوده ... إنسان عين الكون سرّ وجوده
ياسين إكسير الحياة طاها ... كانت حمام الغار بعض حماته
والذّئب في البيداء بعض دعاته ... ماذا أعدّد من جلالة ذاته
حسبي فلست أفي ببعض صفاته ... ولو أن لي عدد الحصى أفواها
حكم الشّفاعة في يديه وأمرها ... وغزالة نادته أذهب ضرّها
والرّوح حين أتته شرّف قدرها ... كثرت محاسنه فأعجز حصرها
فغدت وما نلقى لها أشباه ا