حتَّى غلب على حقيقته؛ كالظَّعينَة؛ فإنَّها حقيقةٌ في الناقَةِ يُظْعَنُ عليها، وعُرْفاً في المرأة التي في الهَوْدَج. وكالدَّابَّة؛ فإنَّها حقيقةٌ فيما دَبَّ ودَرَج، وعُرْفاً في ذوات الأربع؛ كالخَيْل، والبِغال، والحَمير. وكالغائِط؛ فإنَّه حقيقةٌ في المكان المُطْمئِنِّ من الأرض، وعُرْفاً في الخارج المُستَقْذَر، فتتعلَّق اليمينُ فيه بالعُرْف دون الحقيقة؛ لأنَّ الحقيقة صارت مهجورةً، فلا يَعْرِفُها أكثرُ الناس.
- فمن حَلَفَ:«لا يَطَأُ امرأتَهُ»، فإنَّه يَحنَثُ بجِماعِها؛ لانْصِراف اللَّفظ إليه عُرْفاَ.
- أو حَلَفَ:«لا يَدخُلُ بَيْتاً»، فإنَّه يحنث بدخول المسجد؛ لقول الله ﷿: ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ﴾ [آل عمران: ٩٦]، وقوله: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ﴾ [النور: ٣٦]،، ودخول بيت الشَّعْر؛ لقوله تعالى: ﴿وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا﴾ [النحل: ٨٠]، ودخول الحَمَّام؛ لما رُوِيَ عن ابن عبَّاسٍ ﵄ قال: قال رسول الله ﷺ: (اتَّقُوا بَيْتًا يُقَالُ لَهُ الحَمَّامُ)[رواه الحاكم والطبراني].
- فإن عُدِمَ الاسم العُرْفِيُّ رُجِعَ إلى الاسم اللُّغَويِّ: وهو ما لم يَغْلِبْ مَجازُه على حقيقته.
- فمن حَلَفَ:«لا يأكلُ لَحْماً»؛ حَنَثَ بأَكْلِ لَحْم السَّمَك، وبُكلِّ لَحْمٍ، حتَّى المُحرَّم؛ كالمَيْتَةِ، والخِنْزير، ولَحْم السِّباع؛ لدُخولِه في مُسمَّى اللَّحم. بخلاف ما لا يُسمَّى لَحْماً؛ كالشَّحْم، والكَبِد، والكُلْيَة، والطِّحال، والقَلْب، ونحو ذلك، فإنَّه لا يَحنَثُ بأَكْلِه؛ لأنَّه لا يُسمَّى لَحْماً، وينفردُ عنه باسمه وصفته.