للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٨) ويُسن له أن يقول: «مُطرنا بفضل الله ورحمته»؛ لحديث زيد بن خالد الجهني قَالَ: (صَلَّى لَنَا رَسُولُ الله صَلَاةَ الصُّبْحِ بِالحُدَيْبِيَةِ عَلَى إِثْرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنْ اللَّيْلَةِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ، فَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ الله وَرَحْمَتِهِ فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ … ) [رواه البخاري ومسلم].

- ويحرم عليه أن يقول: «مطرنا بنَوْءِ كذا وكذا»؛ للحديث السابق؛ وفيه: ( … وَأَمَّا مَنْ قَالَ: بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي وَمُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ)، لكن له أن يقول: «مطرنا في نَوْءِ كذا وكذا»، يقصد في وقت كذا وكذا؛ لأنَّه ليس فيه إضافة المطر إلى النَّوْءِ.

والنَّوْء: جمعه أنواء؛ وهي نجوم تظهر في السماء على مدار السَّنَة، ولها أسماء يعرفها العرب قديماً، كالثريَّا والدَّبَران والسِّماك، فإذا أنزل الله ﷿ المطرَ وصادف ذلك وجود نجم من هذه النجوم، نَسَبَ أهلُ الجاهلية هذا المطر إلى ذاك النجم فقالوا: مُطِرْنا بنجم كذا؛ فنهى النبيُّ عن ذلك.

* * *