مائة ألف دينارٍ كرأس مال للشَّركة، ويتَّفقان على التِّجارة في السيَّارات، والربح بينهما نصفين؛ فهذه شركة عِنان، ويتَّفقان أيضاً على فتح ورشة لتصليح السيَّارات، والربح بينهما نصفين؛ فهذه شركة أبدان، وتورِّد لهما شركات السيَّارات (بيعاً) سيارات في ذمتهما؛ نظراً لوجاهتهما وكونهما أهلًا للثقة، فيبيعانها نقداً؛ فهذه شركة وجوه، ويتَّفقان أيضاً مع عامل على أن يعطياه مبلغاً معيَّناً معلوماً؛ كأربعين ألفاً -مثلاً- على أن يتاجر بها في قطع غيار السيارات، والربح بينهم على الثلث؛ لكلِّ واحدٍ منهم؛ فهذه شركة مضاربة.
فهذه الشركة جمعت أنواع الشركات في شركة واحدة، وكلُّ شريك فيها مفوَّض في مال شريكه بكلِّ تصرُّفٍ ماليٍّ وبدنيٍّ تقتضيه هذه الشَّركات.
٢) حُكمُها:
شركة المفاوضة جائزة؛ لأنَّها لا تخرج عن شركة العِنان، والمضاربة، والوجوه، والأبدان، وكلُّ واحدة منها جائزة إذا انفردت؛ فكذلك إذا اجتمعت.
٣) الرِّبْحُ والخَسارَةُ في شَرِكَةِ المفاوَضَةِ:
يكون الربح في شركة المفاوضة بحسب ما اتَّفقا عليه؛ على أن يكون ربحاً معلوما مشاعاً؛ كالنصف، أو الثلث، أو الربع؛ على ما تقدَّم.
وأمَّا الخسارة فتكون على قَدْر حصَّة كلِّ واحدٍ منهما في رأس مال الشركة؛ فصاحب النصف يتحمَّل نصف الخسارة، وصاحب الرُّبع يتحمَّل رُبعها … وهكذا.