فإذا خرجتِ النُّخامَة من الصَّدْر ووصلتِ إلى الفَمِ، فَبَلَعَها الصائمُ متعمِّداً، فقد أفسدَ صومَه؛ لأنَّه لا يَشُقُّ التحرُّزُ منها، وهي تختلفُ عن الرِّيقِ والبُصاقِ؛ لأنَّ مصدرَهُ الفم، بخلافِ النُّخامَةِ.
٨) الحِجامَةُ:
وهي امتصاصُ الدَّمِ بالمِحْجَم -وهي القارورةُ التي يُجمعُ فيها دَمُ الحِجامَةِ-.
والحِجامَةُ يَفطُرُ بها الحاجِمُ والمَحجومُ؛ لحديث شدَّاد بن أَوْسٍ أنَّ النبيَّ ﷺ قال:(أَفْطَرَ الحَاجِمُ وَالمَحْجُومُ)[رواه أبو داود وابن ماجه].
٩) إنزالُ المَنِيِّ بتَكرارِ النَّظَرِ إلى ما يُثيرُ الشَّهْوَةَ:
- فإن أنزلَ من نظرةٍ واحدةٍ، أو بالتفكيرِ، أو الاحتلامِ، لم يفسدِ الصومُ؛ لأنَّ ذلك لا يمكنُ التحرُّزُ منهُ.
- ولا يَفسُدُ الصومُ بخروجِ المَذْي أيضاً، ولو كان بسبب تَكرارِ النظرِ؛ لأنَّه ليس فيه نصٌّ يدلُّ على الفِطْرِ به، وهو يختلفُ في طبيعتِهِ وأحكامِهِ عن المَنِيِّ؛ فيبقَى على الأصلِ.
١٠) خروجُ المَنِيِّ بشَهْوَةٍ:
يُفسِدُ الصائمُ صومَهُ إذا خرجَ منه المَنِيُّ بشَهْوَةٍ؛ بسببِ تقبيلٍ، أو لمسٍ، أو استِمْناءٍ، أو مباشرةٍ دون الفَرْجِ؛ لأنَّه إنزالٌ عن مباشرةٍ، فأشبَهَ الجِماعَ، وقدْ أومأتْ عائشةُ ﵂ إلى هذا المعنَى فقالت: (كَانَ رَسُولُ الله ﷺ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ،