السبب الحادي عشر: الفتن والمحن: ولذلك بعدما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم ارتد ناس، كما روى ذلك الحاكم والبيهقي؛ لأنها قضية مفاجأة لا يتحملها كل إنسان، النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة واحدة يسرى به من مكة إلى المسجد الأقصى ثم يعرج به إلى السماء، ويعود في نفس الليلة! قضية لا يصدقها إلا إنسان يؤمن بالغيب فعلاً، ولذلك ارتد بعض من كانوا أسلموا عندما سمعوا بهذا الأمر، والردة العظمى حصلت كما أشرنا في بداية المحاضرة لما مات النبي صلى الله عليه وسلم، لكن أذكركم بما قلته في أول المحاضرة أن هذه الفتن إنما تفتن وتصد من كان ضعيف الإيمان، أما من كان قوي الإيمان، فإن الله سبحانه وتعالى يثبته ويعينه.