وأخيراً من هذه الأساليب: التنويع والتجديد في مجالات الدعوة.
إن قطاعات المجتمع تختلف، فمثلاً عندما نسير على برامج محددة، وعلى خطوات محددة، فهذه البرامج وهذه الخطوات قد لا تتناسب مع فئات أخرى من المجتمع، فيجب أن ننوع، والمجتمع يتحمل، وأظن أن الفساد والانحراف الموجود في مجتمعات المسلمين يحتمل كل ما عندنا من قدرات، وكل ما عندنا من مواهب، وكل ما عندنا من أساليب، فلو رمينا به في الساحة أجزم أن الواقع سيتحمل كل هذه الجهود.
فينبغي أن نجدد، ونبتكر، ونطور في أساليب الدعوة التي من خلالها نستطيع أن نوظف كثير من هذه الطاقات المعطلة.
مرة أخرى -أيها الإخوة- أكرر ما قلته في بداية هذه المحاضرة: أن هذا الموضوع أكبر مني، بل أرى أن مثل هذا الموضوع لا يمكن أن يعالجه مجرد شخص واحد، ولا حتى مفكر واحد، مثل هذه الأمور أعتبر أنها قضايا أساسية، وقضايا مهمة من قضايا الصحوة، يجب أن يتعاون ويتكاتف عليها الجميع، ويجب أن تقوم دراسات فعلاً حول مثل هذه القضايا، ولكن فقط ما أردت تحقيقه من خلال هذا العرض هو إثارة الاهتمام بمثل هذه القضية، وتوضيح هذه المشكلة التي أرى أننا بحاجة إلى أن نعتني بها.
وما طرحت من الأساليب والوسائل أيضاً أجزم أنها ليست هي الأساليب المثلى، وليست هي الأساليب الكافية فعلاً لتشغيل مثل هذه الطاقات، ولكنها على الأقل مجرد أمور ومقترحات أقترحها للأخوة جميعاً أن يعملوا بها، وأن يساهموا في تطوير مثل هذه المقترحات، وأجزم أيضاً أنهم قادرون على اقتراح وصنع وإيجاد وسائل وأساليب أخرى.
وأخيراً أيضاً: أنبه مرة أخرى أني لست أتهم هؤلاء الخيرين الذين قد أكون صنفت البعض منهم في مثل هذه الطاقات المعطلة، لست أتهمهم بالتقصير أو الإهمال، لا، إنما أقول -وأنا أول المقصرين-: يجب أن نوظف جميع طاقاتنا وقدراتنا في خدمة دين الله سبحانه وتعالى، والقضية تناصح وتعاون على البر والتقوى.
أسأل الله عز وجل أن يجعلنا وإياكم من المتعاونين على البر والتقوى.