للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[قبل أن تذبل الزهرة]

يا فتاة ها أنتِ تتطلعين إلى المرآة فترين صورة وجه وضيء يتدفق حيوية وشباباً، ها أنتِ تغدين وتروحين وأنتِ تتمتعين بوافر الصحة وقوة الشباب.

ولكن ألم تزوري جدتك يوماً؟ أو تري عجوزاً قد رق عظمها وخارت قواها؟ لقد كانت يوماً من الدهر شابة مثلك، وزهرة كزهرتك، ولكن سرعان ما مضت السنون وانقضت الأيام فاندفنت زهرة الشباب تحت ركام الشيخوخة، ومضت أيام الصبوة لتبقى صورة منقوشة في الذاكرة؟ وها أنت يا فتاة على الطريق، وما ترينه من صورة شاحبة وشيخوخة إنما هي مرآة لما ستكونين إليه في المستقبل بعد سنوات.

إذاً فكيف تهدرين وقت الشباب وزهرته، وتضيعين الحيوية فيما لا يعود عليكِ إلا بالندم وسوء العاقبة؟ يا فتاة لقد وعد صلى الله عليه وسلم بأن من السبعة الذين يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله شاباً نشأ في طاعة الله عز وجل، والخطاب للرجال تدخل فيه النساء، في يوم تدنو الشمس فيه من الخلائق حتى تكون منهم على قدر ميل، حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعون ذراعاً فمنهم من يبلغ العرق إلى كعبيه، ومنهم من يبلغ إلى حقويه، ومنهم من يبلغ إلى أذنيه، ومنهم من يلجمه العرق إلجاماً فهلا فكرت أن تكوني من اللواتي في ظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله؟