للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[موعظة فتاة]

وأختم حديثي بهذه القصة: عادت الفتاة الصغيرة من المدرسة، بعد وصولها إلى البيت لاحظت الأم أن الابنة قد انتابها الحزن، فاستوضحت من ابنتها عن سبب هذا الحزن فقالت: أماه! إن مدرستي هددتني بالطرد من المدرسة بسبب هذه الملابس الطويلة التي ألبسها.

الأم: ولكنها الملابس التي يريدها الله يا ابنتي.

قالت الفتاة: نعم يا أماه! ولكن المدرسة لا تريده.

قالت الأم: حسناً يا ابنتي، المدرسة لا تريده والله يريد، فمن تطيعين؟ أتطيعين الله الذي أوجدك وصورك وأنعم عليك أم تطيعين مخلوقة لا تملك لنفسها نفعاً ولا ضراً.

فقالت الفتاة: بل أطيع الله.

فقالت الأم: أحسنت يا ابنتي وأصبت.

وفي اليوم التالي ذهبت تلك الفتاة بالملابس الطويلة وعندما رأتها معلمتها أخذت تؤنبها بقسوة، فلم تستطع تلك الصغيرة أن تتحمل ذلك التأنيب مصحوباً بنظرات صديقاتها إليها، فما كان منها إلا أن انفجرت بالبكاء ثم هتفت تلك الصغيرة بكلمات كبيرة في معناها قليلة في عددها: والله لم أدر من أطيع أنت أم هو؟ فتساءلت المدرسة: ومن هو؟ فقالت الفتاة: الله، أطيعك أنت فألبس ما تريدين وأعصيه هو.

فطلبت المعلمة استدعاء أم تلك الطفلة، ماذا تريد منها؟ جاءت الأم فقالت المعلمة للأم: لقد وعظتني ابنتك هذه أعظم موعظة سمعتها في حياتي.

إن المدينة يابنتي تبقى محصنة أمينة ما دامت الأسوار تمنعها بأعمدة متينة، فإذا هوت جدرانها نفذ العدو إلى المدينة.

أسأل الله تبارك وتعالى أن يمن على نسائنا بالستر والعفاف، وأن يجعلهن مؤمنات صالحات قانتات، وأن يحمي بلادنا وبلاد المسلمين من الفجور والفساد والسوء إنه سميع مجيب.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.