للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[البدائل المناسبة لقضاء أوقات الفراغ في العطلة]

السؤال

أقبلت الإجازة بفراغها، فما هي البدائل في رأيكم لشغل وقت الشباب بين العاشرة والخامسة عشرة وسط هذا الغزو الفكري الذي جاءنا عن طريق أجهزة اللهو المختلفة؟

الجواب

هناك بدائل موجودة الآن، لكنني أشعر أنها بدائل قاصرة، فمثلاً عندنا حلقات قرآن ومراكز صيفية وبرامج للشباب كثيرة، لكني أشعر أنها بدائل قاصرة لا تكفي مع أنها من خير ما يشغل به الشباب أوقاتهم، لكن أنا أطرح سؤالاً آخر: الشاب الذي اعتاد أنه يشاهد الأفلام ويمتع نفسه باللهو واللعب، عندما تنقله من الشارع إلى أن يجلس في المسجد كل يوم من العصر إلى صلاة المغرب هل يطيق ذلك؟! لو أطاقه فهذا خير ولا شك، ونتمنى أن يكون الشباب كذلك، لكن الشباب تربوا على اللهو واللعب، فأنا أشعر أننا عندما نطالب هؤلاء بمثل هذا الإطار أنه مطلب غير واقعي، قد ينجح وقد لا ينجح لو قمنا بعمل إحصائية لعدد الشباب الذين في الحلقة، ثم نسبنا هذا العدد إلى الطلاب الذين في المدارس في أعمارهم لوجدنا النسبة غير مشجعة.

أنا أقول: المفترض أن يتداعى الآباء والأمهات والصغير والكبير على أن نبحث عن حلول للمشكلات التي نعاني منها، فمثلاً البنات يعانين من فراع ومشكلات، لأن الأسر أتت بالخادمات، وصارت البنت تعيش فارغة، ليس لها عمل إلا المكالمات الهاتفية، أو القراءة، وهل تقرأ في صحيح البخاري أو مسلم؟ لا، إنما تقرأ في المجلات، والشاب كذلك، فقد كان الشاب سابقاً يعمل مع أهله في الحقل، والبنت تعمل مع أمها في المطبخ وشئون البيت، ولا يجدون وقتاً إلا للراحة، أما الآن فقد تغيرت الأمور، فلماذا لا يتداعى أهل الرأي وأولو الألباب من مجتمعات المسلمين على أن يوجدوا حلولاً لهذه المشكلات التي يعاني منها الأطفال الشباب الفتيات؟ أنا أقول لكم: أنا كأب أشعر أنني لا أملك البديل لأطفالي الصغار، فإنهم عندما يذهبون إلى أقاربهم أو إلى الجيران يرون أنهم يعيشون مع شاشة التلفاز والفيديو، فماذا أقول لطفل صغير؟ اجلس واقرأ القرآن؟ وإذا قرأ فإنه يمل، هل هناك بدائل فعلاً تتناسب معهم؟ على كل حال هناك بدائل موجودة، كحلقات القرآن، والمراكز صيفية، وهناك بدائل أخرى كرحلات الصيد يمكن للآباء وخاصة الذين يعانون من نزوع أبنائهم وبناتهم إلى اللهو واللعب أن يعملوا بها، ولو أخذ الأب إجازة ولو كانت طويلة وذهب بأبنائه وبناته إلى بعض المصايف والرحلات، وتخلل هذا بعض البرامج التي توجهه وتعينهم، لا شك أنه حفاظ على أوقاتهم.

يسهر الشباب ليالي طويلة إلى الفجر في الإجازة مع بعضهم ولا يدري الأب على ماذا يجتمعون، والفتاة مثل ذلك.

فأقول: بعض هذه الوسائل يمكن أن تشكل حماية للأبناء والبنات من جحيم الفراغ الذي يعانونه، وبعض الإحصائيات والدراسات التي أجريت حول الفراغ تقول: إن عدداً من الشباب عنده معدل سبع ساعات فراغ يومياً، فأين يذهب في هذه الساعات السبع؟ فأقول: إنها قضية يجب أن نفكر فيها على مدى أوسع، انظروا إلى المراكز الصيفية، كم عدد المدارس التي فيها مراكز صيفية بالنسبة للمدارس الموجودة أصلاً؟ ثم كم عدد الملتحقين بالمراكز بالنسبة إلى عدد الطلاب الذين يدرسون عندنا؟ لا يقارن، وأنا لا أزهد من هذه الوسائل والبرامج، لكني أقول: إنها لا تزال دون حجم الاحتياج الذي نحتاج إليه.

ثم ننتقل إلى عالم الفتيات: ماذا تقدم الفتيات في الإجازة وفي فراغهن؟ فهذه أسئلة محيرة لي ولكم، لكن لو كانت القضايا تشغلنا ونفكر فيها ونعمل فيها بدلاً من المشكلات والهموم والكلام الفارع الذي نطرحه يمكن أن نجد ولو بعض الحلول التي تحل لنا جزءاً من هذه المشكلة.