للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أهل السنة أرحم الناس]

ولهذا كان أهل السنة كما قلنا ينصون على هذا الجانب ويؤكدون ما قالوه، هذا هو الإمام أبو عثمان الصابوني رحمه الله يقول عن أهل السنة: ويتواصون بقيام الليل للصلاة بعد المنام، وبصلة الأرحام، وإفشاء السلام، وإطعام الطعام، والرحمة على الفقراء والمساكين والأيتام، والاهتمام بأمور المسلمين.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: وأهل السنة والجماعة يتبعون الكتاب والسنة، ويطيعون الله ورسوله، فيتبعون الحق ويرحمون الخلق.

ويقول أيضاً في موضع آخر: وأهل السنة فيهم العلم والعدل والرحمة، فيعلمون الحق الذي يكونون به موافقين للسنة سالمين من البدعة، ويعدلون على من خرج منها ولو ظلمهم، كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [المائدة:٨]، ويرحمون الخلق، ويريدون لهم الخير والهدى والعلم، لا يقصدون الشر لهم ابتداء، بل إذا عاقبوهم وبينوا خطأهم وجهلهم وظلمهم، كان قصدهم بذلك بيان الحق ورحمة الخلق.

والنقول عن سلف الأمة تطول في ذلك، وانظر في أي كتاب صنفه إمام من أئمة أهل السنة من المتقدمين والمتأخرين لتراه ينص على أن أهل السنة والسلف يرحمون الخلق، وأنهم يأمرون بإطعام الطعام وإفشاء السلام، ويتحدث عن الجوانب الأخلاقية والسلوكية.

فهذا الأمر له أهميته، ولاشك أن الخلل في أمور الاعتقاد بالله سبحانه وتعالى أو في أسمائه وصفاته أو عبادته كسر لا ينجبر وخلل لا يرأب، لكن لا ينبغي أن نهمل ذاك الجانب الذي يتصدر بدعوة الناس ويعلن للناس أنه يسير وفق ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وأنه من الطائفة الناجية المنصورة، وأنه يحمل الحق الواضح للناس، ينبغي أن يكون سلوكه وهديه وسمته خير دليل للناس على صدق مقاله، وعلى صدق ما يدعوهم إليه، فيتمثل هذا السلوك وهذا الجانب في حياته كلها وفي سلوكه.