الاقتراح الثالث: تحديد الأهداف: وهذا أمر مهم، وهو يعينك على القضية الثانية، فإنك لا تستطيع أن تحقق قضية ثانية بدون هذا الأمر، أنت مثلاً مقبل على إجازة، وأمامك وقت هائل في الإجازة، وتريد أن تغتنم وقتك، لكن بعدما تنتهي الإجازة تشعر أن هناك أوقاتاً هائلة ضاعت عليك لم تستطع أن تغتنمها.
ما هو السبب؟ أظن أن من أسباب هذه المشكلة أنك لم تحدد لك أهدافاً، لكن لو حددت أهدافاً فقلت مثلاً: إجازة الربيع أسبوعان، أريد أن أقرأ فيها تفسير ابن كثير مثلاً، أو حددت لك أهدافاً دعوية، وأهدافاً في التحصيل العلمي، وأهدافاً في القراءة، وأهدافاً تراعي فيها ما سيأتي من وسائل وأمور مهمة؛ وتكون أنت تضع هذه الأهداف بصورة غير واقعية -كما سيأتي-، أو أيضاً بصورة غير مراع فيها الأولويات.
المهم أنك تضع لك أهدافاً، هذه الأهداف تعينك على ضبط الأولويات، لأنك حينما تريد أن تضع الأهداف تتساءل عن الأولويات، ولنفترض أنني في الإجازة سأخصص جزءاً من الوقت لأنشطة دعوية وأعمال دعوية، وجزءاً للقراءة، فسنأخذ مثلاً الجزء المخصص للقراءة، فإذا أردت أن أحدد أهدافاً، قلت: أريد أن أقرأ تفسير ابن كثير في هذه الإجازة، مع أني أظن أنه سهل جداً أنه خلال إجازة الصيف، بل ربما مثلاً إجازة الربيع يستطيع الواحد منكم أن ينهي قراءة تفسير ابن كثير أو تفسير البغوي، أو غيره من الكتب.
المقصود أني قررت أن أقرأ تفسير ابن كثير، لكن ربما يأتي شخص آخر فيقول: أنا سأقرأ في الإجازة القاموس المحيط، أو لسان العرب، أو أقرأ سير أعلام النبلاء.
فأنت عندما تريد أن ترسم الهدف، ستراعي الأولويات، تفكر: هل الأولى فعلاً أني أقرأ تفسير ابن كثير؟ أم أقرأ القاموس المحيط؟ أم أقرأ ديوان الحماسة؟ أم جمهرة أشعار العرب؟ أو أي كتاب.
فأنت حينما تريد أن تحدد الأهداف ستضطر إلى تحديد أولويات، لكن عندما لا يكون لديك أهداف ولا أولويات أصلاً، وتأتي إلى المكتبة بعد الفجر، وتجلس فيها إلى الساعة التاسعة، تنظر في الكتب ربما يقع نظرك على كتاب وتمسك به وتقرأ فيه، وتعجب به، وتستمر فيه، فصار عندك هذا الخلل وهو عدم تحديد الأهداف ابتداءً، والذي لابد أن تضطر معه إلى الأولويات، ربما كان خير معين لك على اغتنام وقتك.