[كما يوجد النجباء الصالحون يوجد النجباء المنحرفون]
السؤال
ذكرت أثابك الله بعض النجباء من الصحابة رضي الله عنهم وكيف اعتنى رسول صلى الله عليه وسلم بهم، فهلا ذكرت أمثلة حية من الجيل المعاصر؛ حتى لا يقول البعض: إن جيل الصحابة لن يتكرر لتتحقق القدوة الحية بهم، وحتى يقتنع البعض بتكرر أولئك النجباء في كل مجتمع، كما أن هناك بعض النجباء الذين انحرفوا، فلو ذكروا للعبرة والحذر، خصوصاً أن بعضهم لم يهتدوا إلى هذا الدين أو ارتدوا عنه نسأل الله السلامة، خصوصاً أن مدينة شقراء ولله الحمد تزخر بالكثير من النجباء نفع الله بهم الإسلام والمسلمين.
الجواب
هذه شهادة ونحن لا ننكر هذه الشهادة لكن على الأقل أنت متهم؛ لأنك تشهد لبني قومك، ونحن لا ننفي عن بني قومك هذه الصفة، ونعرف منهم إن شاء الله الأفاضل والنجباء، ونؤمل فيهم الخير الكثير، لكن الإنسان يتعود أنه ما يشهد لبني قومه؛ لأنه قد يكون متهماً.
على كل حال النماذج المعاصرة نحن نراها ولا نحتاج إلى أن نمثل، فالقادة من الناس الذين يقول أحدهم الكلمة فيسير الناس وراءه، والذين يغيرون كثيراً في المجتمعات هم كثر ولا نريد أن نمثل بهم.
لكن سنتكلم عن الشق الثاني وهم النجباء المنحرفون وهو فعلاً سؤال وجيه، وسبق أن أشرت إليه، فانظروا مثلاً إلى فرويد صاحب النظرية الإباحية في علم النفس، وكم سار وراءه من البشر، فهو رجل نابغ قطعاً، وأيضاً ماركس وغيره من الناس النوابغ، صاحب الفكر الوجودي، وكل أصحاب المبادئ المنحرفة المعاصرة هم ناس نوابغ ولا شك، كذلك قادة الأمم الكافرة نوابغ، ولكن كم يتحملون من أوزار الذين يضلونهم بغير علم، وبعض قطاع الطريق وبعض المجرمين هم من النوابغ، فتجده يحترف في الإجرام لكن ماذا جنى من قدراته؟ إذاً: كما قلنا: إن قدرتك إذا لم تسخرها في الخير فقد تقودك إلى الشر، عافانا الله وإياك.
ولعلنا نكتفي بهذا القدر من الأسئلة حتى لا نثقل على الإخوة، وفي الختام نشكر الإخوة القائمين على الدعوة على حسن ظنهم ودعوتهم، والإخوة الحضور على استجابتهم وعلى حضورهم، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل لقاءنا لقاء خير وبركة، وأن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح، ونعوذ بالله من فتنة القول كما نعوذ به من فتنة العمل، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا وإياكم العمل بما علمنا، وأن يوفق هذه الأمة وشبابها الصاعد، هذا والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.