للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[زيادة المنتمين لجيل الصحوة]

الهدف الأول: زيادة المنتمين لجيل الصحوة: فمثلاً: قد يكون بعض الشباب ليس منحرفاً ولا سيئاً؛ لكن همه الرياضة أو العبث أو اللهو، فعندما أنقل هذا الشاب وأجعله يسير مع الناس الصالحين والأخيار، وأجعله يسير في ركب جيل الصحوة، هنا أكون أضفت إضافة مهمة، ولا تحتقر -يا أخي- هذا الجهد أبداً، فأنت عندما تأتي بشخص، والثاني بشخص، والثالث بشخص آخر، سيكون عندنا نتيجة كبيرة جداً.

وتعالوا نجري لكم عملية حسابية بسيطة؛ حتى نعرف كيف أننا فعلاً نستطيع أن نصنع الشيء الكثير، فلو جئنا الآن إلى مدرسة فيها ثلاثون من الشباب الطيبين، يلتقون داخل جمعية مدرسية، أو بينهم رابط أو علاقة معينة بصورة أو بأخرى، وكل هؤلاء فعلاً عندهم شعور أنهم لابد أن يساهموا في زيادة هذا العدد، فعندما يقول كل واحد: أنا أريد أن أحاول محاولة واحدة في الشهر فقط، والدراسة عندنا فصلين، احذف أيام الامتحانات وغيرها، سيكون عندك الفصل الأول ثلاثة أشهر، والفصل الثاني ثلاثة أشهر، فسيكون لكل طالب ست محاولات، وسيكون مجموع المحاولات (١٨٠) محاولة.

فعندما ننجح -يا شباب- بنسبة (٥%) من كل مائة محاولة سيزيد العدد تسعة، يعني قريباً من الثلث، فإذا شغلنا كل الطاقات وصار الجهد فقط مرة واحدة في الشهر، وكل واحد له محاولة واحدة في الشهر سنزيد بمقدار الثلث، (الثلث والثلث كثير)، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.

وتعال الآن نعمل إحصائية في المدرسة، نأتي إلى مدرسة فيها أربعون من الشباب الطيبين، العام القادم كم زاد العدد؟ ما النتيجة؟ لا أدري لكن النتيجة أقل بكثير مما يكن أن نصله، لو كان كل واحد منا عنده شعور أنه عندما يضم واحداً إلى الناس الصالحين، فإنه قد ساهم فعلاً، فليست القضية أنك أنقذته واستفاد، هذا صحيح مكسب، ولا تنظر إليه نظرة قريبة، فأنت أحياناً تنظر إليه أن فلاناً من الناس الذي ضممته إلى جيل الصالحين أفدته، هذا جانب.

لكن القضية أبعد من ذلك، فالقضية أنك قدمت طاقة أخرى للصحوة، وقدمت طاقة للأمة، فقد يكون هذا إنساناً نابغاً، وقد يكون موهوباً، فيسخر طاقته لخدمة الأمة، فتساهم أنت من حيث لا تشعر بأعمال وجهود أخرى قد لا تلقي لها بالاً، وقد يكون هذا يعمل أعمالاً خيراً منك، فيأتيك أجره، (من دعا إلى هدى؛ كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً).