للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[كل ميسر لما خلق له]

ثالثاً: كل ميسر لما خلق له.

مثلاً هناك بعض الناس قد يكون عنده حماس وطاقة، وتجده إنساناً مثلاً لا يصبر على البقاء في البيت أبداً، لا بد أن يعمل، لا بد أن يتحرك، لا بد أن يذهب ويأتي، لكن إدراكه العقلي محدود، وحافظته محدودة، فليس مؤهلاً أن يتعلم العلم الشرعي، فجاءنا هذا وقال: والله أنا أريد أن أخدم الإسلام، وأنا عندي طاقة، أريد أن أصرفها في خدمة دين الله سبحانه وتعالى فابحثوا لي عن مجال، قلنا له: تعال فعندنا حلقات علمية فبعد الفجر درس وبعده درس، وبعد الدرس نقول له: تعال هنا، المهم أننا سلكنا به ميداناً، لكنه لا يستطيع أن يسير فيه ثم بعد ذلك لن يفلح، والنتيجة إما أن يترك هذا الميدان كله ويترك طريق الخير كله، أو أن يحس أنه إنسان مفلس، أو غير ذلك لكن لو فكّرنا تفكيراً آخر وقلنا: يا أخي هذا ليس ميسراً للعلم، وما دام عنده طاقة وعنده استعداد فلماذا لا نجعله يسافر إلى تلك البلاد فيعطينا تقارير عنها، ويسافر إلى البلاد الأخرى، لماذا لا نجعله مثلاً في جانب إنكار المنكرات؟ لماذا لا نجعله يخدم أحد العلماء الدعاة، هذا داعية يحتاج إلى من يخدمه ويعينه، وهذا عالم يحتاج إلى من ييسر له، والآخر كذلك، فلماذا لا نبحث له عن مجال آخر يمكن أن ينجح فيه؟ وهكذا الثاني، وهكذا الثالث فكل ميسر لما خلق له، لا يسوغ أن نأتي لإنسان يعيش طبيعة معينة فنأطره على ميدان ونريد أن نسلك به ميداناً لا يمكن أن ينجح فيه.

إنسان سريع الغضب ولا يجيد التعامل مع الآخرين وقد يكون إنساناً صالحاً وفيه خير، لكن هذه طبيعته، فهذا الإنسان مثلاً لا يسوغ أن نجعله في ميدان تربوي؛ لأن الميدان التربوي يحتاج إلى إنسان حسن المعاملة طويل النفس لكن لا يعني ذلك أنه إنسان فاشل، لا لكن له ميدان آخر، وهكذا الثالث، والرابع فأقول كل ميسر لما خلق له، ولا يسوغ أن نسلك بهذا الإنسان إلا المجال الذي ينبغي أن نراه مؤهلاً له.