الأمر العاشر: الأهم صلاح القلب: تقول بعض الفتيات المسلمات: نعم إنني متبرجة، إنني سافرة، ولكني طيبة القلب، والأهم ليس في المظهر، الأهم هو صلاح القلب.
أيها الإخوة! ما في القلب يظهر أثره على سلوك الإنسان وعمله، إذا ادعى شخص أنه يحب إنساناً وهو مع ذلك يسيئ إليه وينفر منه، أو ادعى أنه يبغضه وهو يجالسه ويشتاق إليه ويسعى لمجالسته، فهل من حوله سيصدقون هذه الدعوى؟ إذا ادعى زوجك أنه يحبك ويقدرك ويجلك ومع ذلك يتلفظ عليك بأقبح الألفاظ، وهو يسب ذلك اليوم الذي عرفك فيه، وهو يبحث عن زلاتك وسقطاتك ويهمش محاسنك، فهل تقتنعين فعلاً بهذه الدعوى من أنه يحبك؟ الانتساب للجندية، لو أن إنساناً لبس ملابس الجند فهل يؤهله ذلك لأن يكون جندياً، وهل يقبل الناس منه ذلك؟ لو انتسب لمؤسسة أو جامعة وهو يقول: إنه جاد وحريص على الدراسة ومع ذلك لم يحضر الدراسة، لم يحضر الامتحانات، فهل يمكن أن يجتاز هذه الجامعة؟ هل يمكن أن يعطيه صاحب هذا العمل الذي التحق به راتباً لأنه يؤكد ويحلف الأيمان المغلظة أنه جاد في ذلك؟ إن مجرد الدعوى لا تكفي.
إذاً: الفتاة حين تقول إنها طيبة القلب صالحة القلب فمرآة طيب القلب وصلاحه استجابتها لأمر الله تبارك وتعالى.