للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[غزو الصليبيين لبيت المقدس]

حدث غزو الصليبين لبيت المقدس: يقول ابن كثير رحمه الله: ثم دخلت سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة، وفيها أخذت الفرنج بيت المقدس، قال: لما كان ضحى يوم الجمعة لسبع بقين من شعبان سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة أخذت الفرنج لعنهم الله بيت المقدس شرفه الله، وكانوا في نحو ألف ألف مقاتل، وقتلوا في وسطه أزيد من سبعين ألف قتيل من المسلمين، وجاسوا خلال الديار.

فنقل الحافظ ابن كثير قصيده لـ أبي المظفر الأبيوردي يقول فيها: مزجنا دمانا بالدموع السواجم فلم يبق منا عرضة للمراحم وشر سلاح المرء دمع يريقه إذا الحرب شبت نارها بالصوارم فأيها بني الإسلام إن وراءكم وقائع يلحقن الذرى بالمناسم وكيف تنام العين ملء جفونها على هفوات أيقظت كل نائم وإخوانكم بالشام يضحي مقيلهم ظهور المذاكي أو بطون القشاعم تسومهم الروم الهوان وأنتم تجرون ذيل الخفض فعل المسالم وفيها: وبين اختلاف الطعن والضرب وقفة تظل لها الولدان شيب القوادم وتلك حروب من يغب عن غمارها ليسلم يقرع بعدها سن نادم فللن بأيدي المشركين قواضباً ستغمد منهم في الكلى والجماجم يكاد لهن المستجير بطيبة ينادي بأعلى الصوت يا آل هاشم أرى أمتي لا يسرعون إلى العدا رماحهم والدين واهي الدعائم ويجتنبون النار خوفاً من الردى ولا يحسبون العار ضربة لازم أيرضي صناديد الأعاريب بالأذى ويغضي على ذل كماة الأعاجم فليتهم إذ لم يذودوا حمية عن الدين ضنوا غيرة بالمحارم وإن زهدوا في الأجر إذ حمي الوغى فهلا أتوه رغبة في المغانم هذا الشاعر كأنه يحكي واقعنا اليوم، واستولى الصليبيون على بيت المقدس، وبقي في أيدهم تسعين سنة، ثم بعد ذلك كتب الله النصر والتمكين للأمة وأعيد لهم.