[المنهج التربوي الصحيح بين وسائل التوجيه المتناقضة]
السؤال
تحدثت فضيلة الشيخ عن التوازن بالنسبة للطالب في دروسه وما يتلقاه والشارع والبيت، والمدرسون يعانون من هذه القضية، بين الأفكار التي يعطونها لطلابهم وبين ما يتلقفه الطالب خارج المدرسة، من الشارع أو وسائل الإعلام أو غيرها، ما هو المنهج التربوي للأستاذ حيال هذه المشكلة؟
الجواب
المشكلة ليست مشكلة المدرس وحده، بل هي مشكلة كل المؤسسات التربوية.
الأب مثلاً يربي ابنه على أنه لا يسمع كلمة سب ولا شتم ولا كلمة قبيحة ولا نابية، فيخرج إلى الشارع أو المدرسة فيسمع ذلك من أقرانه.
أو يربي ابنه على المحافظة على الخير والعفة، فيرى خلاف ذلك، وقل مثل ذلك في الأستاذ وأي شخص، فهناك ازدواجية في التربية وتناقض؛ ولهذا أرى أن من أهم الأشياء أن نركز على تنمية ما يسمونه بالانتخاب الاجتماعي، أن نربي عند الناس المعايير التي يحكمون من خلالها، بمعنى أنني أعود ابني على أن يميز بين الحق والباطل، وأن يكون عنده استقلالية في التفكير، ومنهج يستطيع أن يقاوم، ويستطيع أن يفكر، ويستطيع أنه يرى أن هذا الشيء خطأ، وهذا الشيء مرفوض.
لكن إذا ربينا الناس على قالب واحد يمكن أن يصطدم عندما يرى مثل هذه المواقف، ومع ذلك فهذه قضية صعبة معقدة تحتاج إلى مجاهدة وتحتاج إلى تخطيط وتوحيد للجهود، فلا شك أنه عندما تكون مؤسسات المجتمع متكاملة في الشارع والمدرسة والبيت والنادي ووسائل الإعلام والمسجد، وكلها تسير في منظومة واحدة، يكون هناك تكامل وتوازن، لكن عندما يكون هناك خلل نجتهد ونبذل بعض الوسائل وتبقى مع ذلك وسائل قاصرة.
فالحل هو أن تراجع أوضاع هذه المؤسسات على مستوى الأمة، وأن تكون تربية الأمة متكاملة وتسير في خط واحد وفق العقيدة الإسلامية، والمنهج الشرعي.