أنا شاب مستقيم أعمل بعض الصالحات والحمد لله كحفظ القرآن وغيره، لكن -كما لا يخفى عليكم- إنني كشاب لا أصبر عن بعض المعاصي، فبماذا تنصحونني؟
الجواب
لابد أن تجاهد نفسك، أحياناً يريد الشاب أن يصل إلى مرحلة أنه لا يكون عنده داع للمعصية، وأن شهواته كلها تنقطع، وهذا غير صحيح.
هذه حكمة، فالله عز وجل ركب الشهوات فينا لحكمة، والشاب في هذه المرحلة أقوى من غيره؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم:(سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله قال: وشاب نشأ في طاعة الله)؛ لأن الشهوات عنده أقوى، ودواعي المعصية أقوى، والغفلة أقوى؛ ولهذا إذا نشأ في طاعة الله كان يستحق أن يظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.
فأقول: أنك تتصور أن تصل إلى مرحلة لا تدعوك فيها الشهوة إطلاقاً هذا مستحيل، فلابد من ذلك، ولابد من مجاهدة، أليس النبي صلى الله عليه وسلم يقول:(حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات)، ولما خلق الله الجنة قال لجبريل:(اذهب فانظر فيها، فنظر فيها فقال: يوشك ألا يسمع بها أحد إلا دخلها، ثم أمر بها فحفت بالمكاره، فقال: يوشك ألا يسمع بها أحد إلا لم يدخلها، ثم خلق النار، فقال: اذهب فانظر فيها، فنظر فيها فقال: يوشك ألا يسمع بها أحد إلا لن يدخلها، فأمر بها فحفت بالشهوات، فقال: يوشك ألا يسمع بها أحد إلا دخلها).
الشاهد: أنك لن تصل إلى هذه المرحلة التي لا تخشى فيها من المعاصي، ولن تصل إلى المرحلة التي تستغني فيها عن الجهاد، لابد أن تجاهد نفسك، ولابد أن تعيش في صراع مرير مع الشهوات.
ثم جاهد نفسك، وحاول ألا تترك المعصية فقط، بل تتخلص من أسباب المعصية، والعوامل التي تدعوك إلى الوقوع في المعصية، وأنت أعلم بنفسك، وأيضاً لو وقعت في المعصية فتب إلى الله سبحانه وتعالى وأقبل إليه.