للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[الغيرة]

المجال الخامس: الغيرة، الرجال يغارون على الحرمات، فالأعراض لديهم أسمى من المال وأسمى من كل ما يملكون، وقد كان العرب الأوائل أمة غيرة وحمية، فمع ما هم فيه من شرك وضلال، ومع جرأتهم على الفواحش فلأعراض لديهم منزلة، وللحرمات مكانة، قال عروة: وإن جارتي ألوت رياح ببيتها تغافلت حتى يستر البيت جانبه قال عنترة: وأغض طرفي ما بدت لي جارتي حتى يواري جارتي مأواها فأين هؤلاء؟ أين هؤلاء من الكتاب الذين يفاخر بهم وتسود الصحف بمقالاتهم، كتب أنيس منصور في إحدى مقالاته في أخبار اليوم: إنه زار إحدى الجامعات الألمانية ورأى هناك الأولاد والبنات أزواجاً أزواجاً مستلقين على الحشائش في فناء الجامعة، قال: فقلت في نفسي: متى أرى ذلك المنظر في جامعة أسيوط لكي تراه عيون أهل الصعيد وتتعود عليه.

ولم بنات الصعيد؟ ألأجل أنه لا تزال لديهن الحشمة والغيرة؟! ألأجل أن المدنية المعاصرة لم تلوث نقاء النفوس ولم تمح أثر تربية الدين أيها الشباب! إن الرجل يغار على محارمه ويأبى أن تبدو أمام الناس بلباس فاضح أو غير لائق، يأبى أن تنساق وراء دعوة الموضة والتطور على حساب الستر والعفاف وغيرته تدعوه إلى تربيتها على العفة والفضيلة والإيمان والتقوى وغيرته لا تقف عند محارمه بل تمتد إلى بنات المسلمين فيكف بصره عن الحرام، وعن تتبع الفتن فضلاً عن أن يهم بالمضايقة والبحث عن العلاقة المحرمة، وهو يغار على حرمات الأمة فينكر المنكر ويقف في وجه من يريدون تغريب الأمة وجرها إلى مهاوي الرذيلة ومستنقعات الغفلة.