للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[التوفيق بين مطالب الأهل وبين الذهاب إلى المراكز الصيفية]

السؤال

أنا شاب من الشباب الذين يهتمون بالمراكز الصيفية، ودائماً ما أكون حريصاً على المراكز؛ حتى إن الأمر وصل إلى أنني أرفض أوامر الأهل إذا كانت هذه الأوامر تتعارض مع وقت المركز، فهل هذا العمل الذي أسلكه كل يوم عمل مرضي لله عز وجل أم لا، مع العلم أنني لا أرفض أوامر الأهل إذا كانت لا تتعارض مع وقت المركز؟

الجواب

أولاً: كثير من الشباب يرتاحون للمركز، لكن يختلفون: فبعض الشباب يرتاح للمركز لأنه يستفيد منه من خلال برامج المركز، وبعض الناس يرتاح للمركز لأن المركز فيه سعة صدر، وفيه رياضة، وفيه مسبح، ويبدو أن المسبح هذا أيضاً يجلب بعض الشباب، أو فيه ملعب، أو غير ذلك.

فأيضاً هذه نقطة يجب أن نضعها في الذهن عند الإجابة على هذا السؤال، ثم مع اهتمامك بهذا المركز يفترض أنك تحفظ فيه القرآن، أو تتعلم العلوم الشرعية، أو تجعله مجلس خير، ولا شك أن هذه المراكز مجال خير، فحتى الشاب الذي يأتي يلعب ويمارس الرياضة هنا فهذا خير له من أن يمارسها في ميدان آخر.

فأقول: إن هذه المراكز وما فيها -الحمد لله- ميدان خير، لكن يجب أيضاً أن ننضبط، فلا يجوز أن يعصي الإنسان والديه، أو يخل بواجبات أهله بحجة أنها تتعارض مع وقت المركز، فيكون عنده توازن، فإذا كان للأهل مطالب يمكن أن يقضيها مثلاً في غير وقت المركز فبها، فإن لم يتيسر ذلك فإنه يستأذن يوماً من الأيام ولا يأتي، أو يتأخر، أو يأتي للمركز ثم ينصرف.

وأتصور أنا أن الشاب الجاد ما عنده مشكلة، والمشكلة تكون من شخص غير جاد، فوقت المركز يكون في الفترة المسائية مثلاً من العصر إلى بعد العشاء، ووقت الصباح عند الأخ وقت واسع، وأيضاً أيام الخميس والجمعة وغيرها.

وإذا وجد شغل يتطلب أثناء دوام المركز وقضية ملحة فيجب على الشاب أنه يوازن ويضحي، ثم إذا صار الشاب جاداً فسيراعونه أهله، وسيكون بينه وبين أهله تفاهم، وأما إذا كان عنده استعداد يناقش أصلاً لأنه ذاهب للمركز فممكن الأهل في المستقبل يمنعونه من المركز، ويمكن أن نعطي الناس سمعة سيئة عن هذه المراكز: بأنها تشغل أوقات الشباب عن أهلهم، وتعطل عليهم مصالح أهلهم، فيكون الشاب لا يرى أهله إلا قليلاً، ولا يقضي مصالح أهله، ولا يعتني بها.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا وإياكم العلم النافع، والعلم الصالح، وأن يجمعنا وإياكم على خير، وأن يجعلنا وإياكم متحابين بجلاله، وأن يظلنا في ظله يوم لا ظل إلا ظله.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.