الأثر الخامس عشر: التقليد والمحاكاة، ولعل الصورة الظاهرة لذلك قصات الشعر التي تتنوع على حسب القصة التي يقوم بها البطل الفلاني أو البطلة الفلانية أو غيرها، وأحياناً تجد أنها تنتشر هنا أكثر مما تنتشر هناك، فعندما يخرج نوع من أنواع قصات الشعر أو موديلات الملابس، تجد مباشرة أن كثيراً من الفتيات أو الشباب يساهم في تطبيق ما رآه مباشرة، وقد يكون انتشارها هنا في مجتمعاتنا أسرع من انتشارها في تلك المجتمعات التي ولدت ووجدت فيها.
في دراسة أجريت في الكويت بعنوان:(الآثار النفسية والتربوية للتلفاز والفيديو على الأطفال)، اتضح أن (٨٤%) من الأبناء في مرحلة الطفولة يحبون تقليد الأبطال، وكانت هذه النسبة (٧٥%) لدى الأبناء في مرحلة المراهقة، ويرى معظم الآباء والأمهات بنسبة (٩٥%) أن الطفل يحاول تقليد الأبطال الذين يعجب بهم في مسلسلات التلفاز.
وعلى كل حال فكل نتائج الدراسات التي تجرى في الخارج لا بد أن يكون لها أثر في مجتمعاتنا؛ نظراً لأننا سنصبح نستقبل كل المحطات التي يرسلها العالم القريب والبعيد.
وجه سؤال لبعض الأطفال: من يعرف شخصية تاريخية كانت مثالاً للبطولة والشجاعة؟ فأجاب أحدهم: إنه جرانديزر، وهو أحد هؤلاء الأبطال.
هل هذه الأفلام تركز عند الشاب أن البطل هو خالد بن الوليد أو صلاح الدين الأيوبي أو ابن تيمية أو محمد بن عبد الوهاب أو غيره من المصلحين والمجددين، أم تغرس عندهم أن البطل هو ذاك الرياضي، أو الممثل، أو الداعر، أو الساقط، أو فلان وفلان، وكثيراً ما يكون هؤلاء الأبطال من الكفار، ولعل الكثير منكم يتذكر تلك النتائج التي جنيت من عرض الفيلم الذي كان يدور حول بطولة رجل يسمى: ستيف، وكان كثير من الأطفال يقلد مثل هذا البطل الأسطورة الذي يقفز من السقف ولا يتأثر، وحصلت حالات وفيات وحالات كسور؛ بسبب ما قام به بعض الأطفال من تقليد مثل هذا البطل.
وتبرز هذه الصورة في الأفلام الكرتونية، وفي الواقع كنت أريد أن أتحدث عن الأفلام الكرتونية كعنصر من عناصر هذا الموضوع ولكن الوقت لا يتسع، ولذلك آثرت تركها وعدم الحديث عنها، فالصورة التي تعرض فيها قد تكون أشد من مثل هذه الصور.