الإنسان بحاجة إلى أن يتربى على تحمل المسئولية، المسئولية بكافة جوانبها، أولاً المسئولية الدينية بينه وبين الله عز وجل، فالله عز وجل أخبر أن كل إنسان مسئول عن نفسه، {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا}[مريم:٩٣ - ٩٥].
ويقول صلى الله عليه وسلم:(ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان) فهي مسئولية فردية بينه وبين ربه عز وجل، مسئولية تجاه المجتمع، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول:(مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فكان بعضهم أسفلها وبعضهم أعلاها) فكل فرد مسئول عن هذا المجتمع، وكل فرد يتحمل هذه المسئولية.
أيضاً مسئولية الإنسان في حياته المادية، في حياته الخاصة، هو مسئول عن أهله، مسئول عمن يعول، مسئول عن الإنفاق على نفسه، مسئول عن حماية نفسه من الضرر، مسئول عن حماية مجتمعه من الضرر، هذه المسئولية يتربى عليها الإنسان من خلال الحج، فهو في الحج مسئول عن أعماله، لو ارتكب محذوراً فإن عليه الجزاء في ذلك، لو قتل صيداً لا يحل له عليه الجزاء، حتى لو عمل بعض الأعمال عن جهل ومثله لا يعذر به فإنه يتحمل المسئولية، فيربي عند الإنسان تحمل المسئولية، وتحمل المسئولية هي قيمة يعيشها الإنسان، وليست مجرد وصايا وتأكيد كما ذكرنا قبل قليل.