أكتفي بهذه الأمثلة على المستوى الفردي لأنتقل بعد ذلك إلى التربية على مستوى المجتمع، وهو العنصر الثالث من عناصر هذا الدرس، فالتكامل والتوازن مطلوب على مستوى المجتمع ككل وهذا يعني: أولاً: ألا تكون التربية نخبوية فتخص فئة من الناس دون غيرهم، لا شك أنه جميل ومطلوب منا أن نعنى بتربية النشء وتربية الشباب وتربية طلاب العلم وأن تصرف جهود كبيرة في ذلك، لكن أيضاً حين نغفل عن تربية قطاع مهم من قطاعات المجتمع كقطاع المرأة والفتاة، أو عن التعامل مع قطاعات أخرى من قطاعات المجتمع بالتربية التي تليق بهم وتتناسب معهم فإن هذا خلل تربوي.
التربية المتكاملة تعني أن تتعامل مع طبقات المجتمع كلها، ولا شك أننا قد نعطي فئة وشريحة من شرائح المجتمع قدراً من العناية والتربية أكثر من غيرها من الشرائح، لكن هذا شيء وإهمال سائر الشرائح شيء آخر.
إنك تسر وأنت ترى الجهود المبذولة في تربية الشباب وتربية الجيل، لكن يدركك الأسف ويرجع إليك البصر خاسراً وهو حسير حين تتأمل في الجهود المبذولة لتربية الفتاة وتربية المرأة، فما هي الجهود التي تبذل لتربية هذا القطاع المهم من قطاعات المجتمع؟ تربية الطفل، ما حجم الكتابات والأعمال والجهود والمدارس التربوية التي تقدم للطفل المسلم؟ الذي يرى الأفلام وهو في منزله تحكي له الشرك بالله عز وجل، وهي قضية نراها جميعاً.
الطفل الذي يتربى على الشهوات من صغره، الذي يتربى على المبادئ المنحرفة، أي جهد تربوي يصرف لهذا القطاع من قطاعات المجتمع! وقل مثل ذلك في سائر الطبقات.