للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[التخصص والدعوة]

السؤال

بعض الشباب يكون تخصصه سبباً في ضعفه في الدعوة كالتخصصات العلمية، فما نصيحتك لهم؟

الجواب

ليس صحيحاً، فأنا أولاً لا أتخاطب مع الإنسان الذي يريد أن يأخذ تخصصاً علمياً لكي يشتهر، أو تكون له مكانة اجتماعية، فهذا شخص آخر ليس لنا معه لقاء، لكني أريد الإنسان الذي يختار التخصص سواء من ناحية الدراسة أو العمل وهو يشعر أنه يريد أن يخدم الأمة، فنحن في واقع حرج، وضع الأمة ووضع المجتمع لا يحتمل أننا لا نفكر إلا بمصالحنا الخاصة.

فأنا أقول: ما لم يكن هم الدعوة وهم المسلمين يتدخل في تقرير قضية الدراسة، وتقرير مجال العمل، وتقرير أحياناً مجال السكن، فيشعر أن هذا المجال يحتاج، وهذا التخصص يحتاج، ويربط كل هذه القضايا بالدعوة، ويضحي ببعض المزايا، فإذا لم نصل إلى هذا الحد فلن نقدم للدعوة ما تستحق.

ولهذا فأنا أخاطب الإنسان الذي يتخصص تخصصاً علمياً؛ لأنه يشعر أنه يريد أن يخدم الأمة من خلاله، وأي إنسان مهما كان حتى الرجل صاحب الحرفة اليدوية التي يمتهنها الناس يستطيع أن يخدم الأمة، لكن عندما يتقي الله، ويعي الصورة.

فأنا أقول: أنا لا أريد هذا المتخصص في تخصص يأخذ عليه جزءاً كبيراً من وقته أن يصنع مثلما يصنع الآخرون، أن يقرأ ويحضر ويلقي محاضرات، ولا يعني هذا أن هذا هو الدور، وإن كان هذا دوراً مطلوباً، لكن ليس مطلوباً من كل إنسان.

فأنت داخل كليتك نريد أن يكون لك دور مع أعضاء هيئة التدريس، فأنت طالب جامعي وأصبحت على قدر تستطيع أن تؤثر عليهم، وأن تحملهم أفكاراً للإصلاح والدعوة، ومع زملائك، ثم بعد ذلك في مجال العمل، نريد أن يرى الناس أن هذا المهندس وهذا الخبير إنسان فعلاً يوثق فيه، وإنسان يتحمل المسئوليات، فبدلاً من أن يأخذ الموقع إنسان يجعله فرصة أن يأخذ رشاوى، ويستفيد هنا وهناك، نريد أن يوجد إنسان عفيف فعلاً، يثبت للناس أن الناس الأخيار هم الأولى بمثل هذه الأمور.

أنا أقول: يستطيع مهما كان ولا يشغله، لكن هذا الوهم نتصوره عندما نقارن أنفسنا بجهود الآخرين، يا أخي! لا تقارن نفسك بجهود الآخرين، فأنت لك ظروف معيشية معينة، أو ظروف دراسة، أو ظروف سكن، ومهما كانت الظروف الاجتماعية أقلم نفسك على هذه الظروف، واسع إلى خدمة الدعوة من خلال هذه الظروف، وهذا الجو، وهذا المحيط الذي تسعى إليه.