النتيجة الخامسة: إدراكنا لهذه السنة يعني: شمولية الأمر لجميع جوانب الحياة المختلفة، إن الله تبارك وتعالى يقول:{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ}[الأنفال:٥٣]، ويقول:{إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ}[الرعد:١١]، ولا شك أن أول ما يدخل في ذلك: ما في أمور دين الناس.
فالله تبارك وتعالى لم يكن ليغير حال الناس من تدين وصلاح وتقوى إلى فجور إلا وقد غيروا ما في أنفسهم والعكس، إن هذا يدخل في هذا الأمر، وأيضاً يدخل فيه ما يعاني منه المسلمون في أمور عالمهم المادي، إن الأمة الإسلامية الآن مدرجة ضمن العالم المتخلف والذي يسمى تفاؤلاً بالعالم النامي، فهي قد بلغت القمة والغاية في الأمية، والجهل، والفقر، والتخلف، والتأخر الاقتصادي، والمديونية، والتفرق، والتمزق، إنها تحمل رصيداً هائلاً من الأمراض البشرية التي تحملها المجتمعات المعاصرة، فهي حين تريد تغيير ما بها ينبغي أن تعلم أن التغيير إنما يتم من الداخل، فإن كانت الأمة صريحة مع نفسها، وإن كانت الأمة تحمل روحاً واقعية وتأملت في نفسها فإنها يمكن أن تغير، وإن أخلدت إلى الأرض فإن هذا الواقع لن يتغير حتى يتغير ما بأنفس الناس.