كذلك من الطاقات المعطلة أيضاً: طلاب المدارس: كثير من طلاب المرحلة الثانوية والمرحلة المتوسطة فعلاً أشعر أنهم طاقات معطلة، لماذا؟ نأتي مثلاً إلى ثانوية من الثانويات كم فيها من الشباب الملتزمين الذين تجدهم رهن الإشارة، هم -كما قلنا- من الطبقة التي تحدثنا عنها في البداية من الجيل الثاني للصحوة، فعنده استعداد يسمع أي توجيه، وعنده استعداد ينفذ أي برنامج يطرح عليه، فيستجيب لأي أمر ولأي توجيه، فكم ستجد مثلاً في هذه الثانوية؟ أفترض مثلاً أنا وجدنا ثلاثين شاباً، ففي بداية السنة كان عندنا ثلاثون شاباً، وانتهت السنة فما النتيجة؟ وما أثر هؤلاء الشباب؟ وكم شاب اهتدى على أيديهم؟ وكم زاد العدد؟ قد يزيد العدد خمسة ستة، بمقابل الخسائر التي نخسرها، وقد تكون هذه الزيادات أحياناً نتائج عفوية لم تكن وراءها جهود مبذولة.
لكن لو كان هؤلاء الطلاب مثلاً فعلاً طاقات عاملة، وأنا ما أريد من الطالب أن يهتدي على يديه جميع الطلاب، لكن لو كان للطالب محاولة واحدة كل شهر، وأشهر الدراسة إذا حذفنا أيام الامتحانات والإجازات وغيرها ستكون ستة أشهر، سيكون عندك كم محاولة في السنة؟ ست محاولات، وإذا كان عندي ثلاثون طالباً، فكم سيكون عندي من المحاولات؟ ستكون مائة وثمانين محاولة.
افترض يا أخي! أننا نجحنا بنسبة ١٠% فقط، ١٠% من جهودنا نجحت، ٩٠% فاشلة فكم سيهتدي على يد هؤلاء الثلاثين شاباً؟ سيهتدي ثمانية عشر، أي: أكثر من النصف، يعني: عندما ننجح بنسبة ١٠% فسيزيد العدد بمقدار النصف، مع أن المفترض ألا تكون محاولة الشاب مجرد مرة واحدة في الشهر، والمفترض أن تكون النتائج أكثر من ١٠%، يعني: من كل عشر محاولات تنجح محاولة واحدة، فافترض أن نسبة النجاح ٥%، وأن ٩٥% من الجهود التي يبذلها هؤلاء الشباب في استصلاح الشباب الآخرين تفشل، فستكون النتيجة أن يهتدي على يد كل ثلاثين شاباً تسعة شباب، يعني: بمقدار الثلث.
وتخيل معي بعد أربع سنوات أو خمس سنوات كم سيزيد الرقم؟ تخيل النتائج التي تحصل بعد ذلك لو أجدنا استغلال هذه الطاقات.
وهؤلاء الشباب والطلاب الذين لديهم تقصير لا أحملهم المسئولية وإنما أحملها الأساتذة، وأحملها موجهيهم، فهؤلاء عندهم استعداد، بدليل أنك عندما تقترح عليهم أي اقتراح تجد أنهم يبادرون في تنفيذه، لكن يحتاجون إلى من يأخذ بأيديهم ويقول: هذا هو الطريق، وبحاجة إلى من يشير لهم وسيسيرون بمجرد الإشارة.
ألا توافقون أيها الإخوة! أن هذا أيضاً هو الآخر قطاع كبير معطل فعلاً، ولو أن هؤلاء الشباب أدوا أدوارهم لتغيرت الصورة.
إذاً: إذا استطعنا أن نوظف هؤلاء الشباب فسننجح كثيراً.
وعلى كل حال هناك خواطر كثيرة حول هذا الموضوع: موضوع الطلاب سبق أن أشرت إليها في المحاضرة السابقة، ولعلي أيضاً أن أخصص لهذا الموضوع إن شاء الله محاضرة مستقلة.