للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الموقف من العاطفة المذهبية]

السؤال

بعض الناس -هداهم الله- تقول له: قال الله وقال الرسول صلى الله عليه وسلم، ويقول: قال الإمام الفلاني والفلاني، فهذه عاطفة مذهبية، فما توجيهكم لهذا الشخص؟

الجواب

أنا أقول: إن عندنا عقدة نعاني منها معشر المسلمين، عقدة التقليد أياً كانت، الجميع يرفض التقليد، والجميع عندما تقول له: هل قول أحد من الناس حجة؟ يقول لك: لا، ليس حجة، والحجة في كلام الله وكلام النبي صلى الله عليه وسلم، لكن حينما نأتي إلى الواقع لا نجد ذلك، فحينما يأتي شخص ويقرر قولاً واجتهاداً بأدلة شرعية، يضرب في وجهه أن فلاناً أكد خلاف هذا، أن فلاناً قال بخلاف هذا، ليست الحجة فقط إلا قول فلان، ورأي فلان.

والناس والعلماء والأئمة أياً كان شأنهم، وأياً كانت مكانتهم، ليس واحد منهم أبداً حجة على الأمة، الحجة على الأمة كلام الله وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم، أما البشر أياً كانت إمامتهم فهم يبقون بشراً بعد ذلك، وعلى هذا تواترت وصايا الأئمة.

يقول مالك: كل يأخذ من قوله ويرد، إلا صاحب هذا القبر.

وأشار إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم.

لكنك حين تعيد النظر في قول فلان من الناس على جلالته وإمامته، فحينئذٍ يضرب في وجهك أنك لا تقدر العلماء، ولا تحترم أهل العلم، وأنك لا تصدر عن رأي أهل العلم، وإلى غير ذلك، وهذا هو محض التقليد الذي كنا نعيبه على غيرنا.

نعم نحن ندعو إلى التوازن، والانضباط، واحترام ووضع آراء الرجال في موضعها، لكن التقليد، والصدور عن رأي شخص أياً كان وحده أمر مرفوض، وهذا تعطيل لأفكار الناس، واستعباد لعقولهم، وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا.