للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[سير العلماء ومؤلفاتهم تحتفل بالعمل]

أهل العلم على الجادة يدعون إلى العمل، فحين نقرأ في سير العلماء من سلف هذه الأمة بدءاً بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومروراً بتاريخ هذه الأمة الطويل نجد أن أهل العلم الذين كانوا على هذا المنهج يدعون إلى العمل بالعلم، فهم حين يدعون طالب العلم إلى التعلم يدعونه إلى أن يقرن العلم بالعمل، ولهذا تراهم تتابعوا على أن يوصوا طالب العلم بالعمل، وتوارثوا على أن يعقدوا فصولاً فيما يكتبون من آداب العالم والمتعلم للحديث عن العمل بالعلم.

وللخطيب البغدادي رحمه الله جزء مشهور: اقتضاء العلم العمل، وأقوالهم مشهورة مشهودة في ذلك، فـ أبو الدرداء رضي الله عنه يقول: إن أخوف ما أخاف إذا وقفت للحساب أن يقال: قد علمت فماذا عملت فيما علمت؟ ويقول أيضاً: لا تكون عالماً حتى تكون بالعلم عاملاً.

وكان نقش خاتم الحسين بن علي رضي الله عنه: علمت فاعمل.

وقال الحسن: الذي يفوق الناس في العلم جدير بأن يفوقهم في العمل.