كذلك من الطاقات المعطلة: المرأة والحديث عن المرأة حديث ذو شجون، وأظن أننا قد أخذنا نصيب الأسد من الوقت ولم نأت على نصف ما أردنا أن نأتي عليه في هذه المحاضرة، فلعلي أن أختصر.
فعندنا عدد من النساء متعلمات وعندهن قدرة على التعامل مع المراجع، وعلى التعامل مع الكتب، وعندهن قدرة على الاستفادة والإفادة، فالوقت الذي يضيع عليها وقت هام، فلو أن مثلاً المرأة استغلت جزءاً من وقت الفراغ وقامت مثلاً بإعداد عناصر لبعض الموضوعات، فتجمع بعض النصوص مثلاً، وبعض الشواهد، وتجمع بعض ما ينشر في الصحف، فتجمع مثل هذه القضايا وتوصلها إلى خطيب الجامع مثلاً عن طريق أحد محارمها، أو ترسلها مثلاً إلى أحد الدعاة، أو أحد المهتمين بهذه القضية، أو حتى لو استطاعت أن تخدم زوجها في مثل هذه القضايا، فإنها تقدم خيراً كثيراً، وتوفر لهؤلاء وقتاً يمكن أن يصرفوه لأمر آخر.
وكذلك المرأة مثلاً تتعامل مع مجتمع لا نستطيع أن نتعامل معه نحن، فالخطباء والدعاة يستطيعون أن يتحدثون مع النساء اللاتي يأتين إلى المسجد عندما تكون محاضرة في المسجد، في مكان مخصص للنساء، أو فقط اللاتي يسمعن الشريط الإسلامي، لكن القطاع الكبير والواسع من يتعامل معه؟ ما يتعامل معه إلا المرأة.
فما مدى أداء المرأة المدرسة لدورها؟ والمرأة التي تلتقي بالنساء في المجتمعات العامة كالأفراح والمناسبات، وإذا كان الآن الأستاذ مثلاً، وأتحدث أيضاً عن نفسي نحن جميعاً نحتاج إلى الخبرة، ونسأل المختصين كيف نستطيع أن نؤثر على الطلاب؟ وكيف نستطيع أن نوجه الطلاب؟ إذا كان الأستاذ وهو الذي يتعامل مع الناس الآن، ومفتوح على أبواب الصحوة على مصراعيها، فكيف بالمرأة التي لا تجد من يربيها، ولا تجد من يوجهها، غاية ما عندها من الثقافة ما تسمعه من الأشرطة، أو ما تقرأه في الكتب، فالمرأة أيضاً أحوج ما تكون إلى أن يرسم لها برامج، وأن تفتح لها آفاق تستطيع أن تعمل من خلالها.