للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ألم تدخلي المصلى؟]

يا فتاة ألم تنقلك قدماك إلى المصلى؟ تفضلي علينا بدقائق من وقتكِ، وادلفي خطوات إلى مصلى الكلية، إلى هنا حيث يجتمع ثلة من الصالحات القانتات العابدات، فإحداهن تقرأ القرآن، والأخرى تركع ركعتي الضحى، والأخرى في مجلس علم وذكر.

في حين يتحلق غيرهن على موائد من اللحوم البشرية، واحتفظي بهذه الصورة في الذاكرة.

وحين تعودين إلى المنزل وتستلقين على الفراش تفضلي على نفسك بدقائق فاسترجعي تلك الصورة، وقارني بينها وبين فتاة تقف عند بوابة المدرسة، أو أمام محل تجاري وهي تسارع خطاها وأنظارها في كل اتجاه، هل جاء صاحبها أم لا؟ ثم هل يراكم من أحد؟ أو بين تلك التي تتصفح مجلة ساقطة، أو تحملق أمام الشاشة، أو تمسك بسماعة الهاتف؟ بالله عليكِ أيهما أهنأ عيشاً، وأكثر استقراراً؟ أيهما أولى بصفات المدح والثناء تلك التي تنتصر على نفسها ورغبتها، وتستعلي على شهوتها، وهي تعاني من الفراغ كما تعانين، وتشكو من تأجج الشهوة كما تشكين، أم الأخرى التي تنهار أمام شهوتها؟ يا فتاة تساؤل يطرح نفسه ويفرضه الواقع: لماذا هذه الفتاة تنجح ولا أنجح أنا؟ لماذا تجتاز هذه العقبة وأنهزم أمامها؟ إنها صورة تشخص أمام ناظريكِ يا فتاة، فأنتِ ترينها كل صباح في المدرسة، ترينها كل مساء في مناسبة عائلية، أو لقاء الأفراح، ترين هذه الصورة وأجزم وأنكِ وأنت تواجهينها بالسخرية اللاذعة والكلمة الجارحة؛ أنكِ تقولين من الداخل كلاماً آخر غير هذا كله.

فلماذا لا تكونين صريحة؟ لماذا لا تعلني هذا الكلام الذي بداخلك؟ لماذا لا تفكرين مرة أخرى بمنطق العقل: كيف تنجح هذه وأفشل أنا؟