هل وجد لهم وقتاً؟ قال أبو حاتم عن القعنبي: سألناه أن يقرأ علينا الموطأ.
فقال: تعالوا بالغداة يعني: بعد الفجر.
فقلنا: لنا مجلس عند الحجاج بن منهال.
قال: فإذا فرغتم منه.
قلنا: نأتي حينئذ مسلم بن إبراهيم، قال: فإذا فرغتم.
قلنا: نأتي أبا حذيفة النهدي.
قال: فبعد العصر، قلنا: نأتي عارماً أبا النعمان.
قال: فبعد المغرب.
فكان يأتينا بالليل فيخرج علينا وعليه كبل ما تحته شيء في الصيف، فكان يقرأ علينا في الحر الشديد حينئذ.
فكان هذا الوقت في الصيف، وما كان هناك مكيفات ولا أجهزة تبريد، وكانوا يجلسون في الضحى في شدة الحر، وبعد الفجر درس ثم بعده درس ثم بعده درس ثم يقيلون، ثم بعد العصر درس ثم بعد المغرب بعد ذلك درس في شدة الحر، كلها دروس متلاحقة ومتواصلة.