وأيضاً: النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ربه أن يرزقه حسن الخلق، ويدعو ربه تبارك وتعالى أن يحسن خلقه، يروي الإمام أحمد عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول:(اللهم أحسنت خَلْقي فأحسن خُلقي).
وأيضاً: يروي الإمام أحمد هذا المعنى عن عائشة رضي الله عنها أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول: (اللهم أحسنت خلْقي فأحسن خُلقي).
وكان صلى الله عليه وسلم يدعو في دعائه المشهور في قيام الليل:(اللهم اهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف سيئها إلا أنت) ورسول الله صلى الله عليه وسلم مجاب الدعوة، فقد دعا ربه تبارك وتعالى هذا الدعاء فسيجيب الله عز وجل دعاءه، ولا عجب فقد كان صلى الله عليه وسلم في المنزلة العالية من الخلق، وإذا كان صلى الله عليه وسلم يسأل ربه تبارك وتعالى ويستعين به على أن يرزقه حسن الخلق، وعلى أن يحسّن خلقه، وهو صلى الله عليه وسلم قد بلغ هذه المنزلة، فقد جُبل صلى الله عليه وسلم على حسن الخلق وقد زكّاه ربه تبارك وتعالى وعلّمه الكتاب والحكمة، فعلّمه تبارك وتعالى حسن الخلق، ومع ذلك فإنه صلى الله عليه وسلم يستعين بربه ويسأله أن يرزقه حسن الخلق، وأن يهديه لأحسن الأخلاق، إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بهذا الدعاء، ويسأل ربه تبارك وتعالى هذا السؤال فنحن أحوج ما نكون إلى ذلك، ونحن نرى حين نتأمل في واقعنا صباح مساء تلك الأخطاء التي نقع فيها، ونرى ذلك التقصير، ونرى إخلالنا بهذا الجانب، ونرى أن الكثير من مواقفنا تشهد وتنطق بأننا أحوج ما نكون إلى أن نترقى في مكارم الأخلاق، وأن نتعلم الكثير الكثير من حسن الخلق.