إن الاقتناع بخطأ طريق الغفلة، والممارسة الشاذة، والسلوك المنحرف أمر يشترك فيه الكثير من الشباب والفتيات ممن هم كذلك.
بل أكثرهم يقتنع بحاجته إلى الالتزام والاستقامة، ولكن هذا القرار الشجاع، الحاسم يقف المرء معه متردداً متهيباً.
لست أدري ما مصدر هذا التردد ما دام الاقتناع قد تكون لدى الفتاة بخطأ طريقها، وسلامة الطريق الآخر فماذا تنتظر؟ إنه التخوف من المستقبل الذي لا مبرر له.
القضية باختصار يا فتاة: قرار جريء وشجاع تتخذينه، وبعد ذلك يتغير مجرى حياتكِ تلقائياً، ويهون ما بعده، فهل تعجزين عن اتخاذ هذا القرار؟ لا أخالكِ كذلك وقد عهدناكِ الجريئة، وقد عهدناكِ التي لا يقف دون رغبتكِ شيء، فأنتِ التي استطعتِ أن تسلكي خطاً ومساراً غير ما كانت عليه أمُكِ وأجدادكِ، أنتِ التي استطعتِ أن تتمردي على تلك التوجيهات التي سمعتها من أبيكِ وأمكِ، أنتِ التي استطعتِ أن تخرقي هذا السياج كله، فأين هذه الجرأة والشجاعة؟ إننا نريد أن تتضافر هذه الجرأة وهذه الشجاعة لتكوّن عندكِ دفعة لاتخاذ هذا القرار، واسألي من كُن شركاء لكِ في الماضي فاتخذن هذا القرار وسلكن طريق الهداية.