إذاً فما موقفنا من هذه السنن؟ الموقف الأول: هو السعي لاكتشافها، السعي من خلال قراءة ما حكاه الله تبارك وتعالى لنا من قصص السابقين والأولين قراءة يحكمنا فيها قوله تبارك وتعالى:{فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ}[الحشر:٢]، ونسعى من خلال ذلك إلى أن نكتشف السنن التي تحكم حياة المجتمعات وحياة التاريخ، وأن نقرأ تاريخ أمتنا وتاريخ الأمم الغابرة والماضية، بل أن نقرأ تاريخ الأمم المعاصرة ثم نتأمل ما فيه ونستنبط منه هذه السنن التي تحكم حركة الناس وحياة الناس، وهذا ما سعى إليه العلامة ابن خلدون رحمه الله في كتابه الرائع (مقدمة ابن خلدون) في محاولة اكتشاف سنن الله في الدول والمجتمعات، ومن قرأ فيه رأى فيه شيئاً كثيراً من ذلك.