للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[رفاق السوء]

السبب الثالث: رفاق السوء.

في دراسة أجريت على نزلاء دار الملاحظة بالرياض كان من نتائج الدراسة: أن ٧٥% من الذين أجريت عليهم الدراسة شاركهم رفاقهم السلوك الإجرامي، يعني: شاركوهم ذلك السلوك الذي كان سبباً في إيداعهم في الدار، وأما البقية الباقية وهي نسبة الـ ٢٥% فلا يعني أن رفاقهم لا يشاركونهم في المعصية، وإنما قد يكونون لم يشاركوهم في مثل هذه القضية التي كانت سبباً في وقوعهم في لك.

وأفاد ٥٢% منهم أن رفاقهم هم السبب في إيداعهم في الدار، و٦٧% منهم أفادوا أنهم يقضون أوقاتهم دائماً مع رفاقهم.

ومثل هذه الدراسات تدلنا على مدى أثر الرفقة على الشباب، ومن أكثر الآثار السيئة التي يجنيها الشاب من وراء رفاق السوء هو الانسياق وراء الشهوات.

ففي تحقيق أجرته جريدة الأنباء يقول أحد المتحدثين وعمره ١٧عاماً: وفي أول مرة شاهدت فيها هذه الأفلام كان منذ سنين حيث كنت في زيارة لأحد أصدقائي، وكان في غرفته فيلم، فقام بتشغيل الفيلم، ثم ذكر اسم الفيلم، وذكر بعد ذلك ما حصل له.

الشاهد منه: أنه كان يجتمع مع زميله، وهو الذي عرفه على هذه الأفلام السيئة.

ويقول أحد الذين أودعوا في دار الملاحظة، ثم خرج منها وأعيد إليها مرة أخرى، لما سئل عن السبب في عودته للدار يقول: إن سبب عودتي أني عدت إلى نفس الشلة، ونفس رفقاء السوء؛ لأني إذا خرجت من الدار أجدهم ينتظرونني ويدعونني إلى العودة إلى المشاكل السابقة بعد أن حسنوا لي القبيح، وقبحوا لي الحسن، فأنسوني توبتي وعزمي على الاستقامة، فلذلك عدت إلى الدار بسبب هذه الشلة الفاسدة.