سادساً: أن يتيسر من يقوم بأعباء المنزل بالنسبة للأب وبالنسبة للأم.
وهذا أمر مهم جداً؛ لأن الأب كلما تقدم به السن ازدادت مشاغله، فإذا كان قد بلغ الأربعين وجد عنده ابناً قد بلغ سن التكليف أو قريباً من ذلك، والأم أيضاً وجدت عندها بنتاً، فلا تحتاج إلى خادمة؛ لأنها قد وجدت من تقوم بأعباء المنزل، وإذا تزوجت ستليها بنت بعد ذلك؛ لأن الأصل هو كثرة النسل، والأب كذلك وجد الابن الذي يقوم عنه بأعباء المنزل، بخلاف الذي يتزوج متأخراً، فسيضطر بعد ذلك إلى حلول أخرى في قضية السائق أو الخادمة أو غير ذلك، أو يكون هناك مشكلات في أعباء المنزل مما يجعل الأب يتفرغ أكثر في المستقبل للتحصيل، يتفرغ للعبادة، يتفرغ لأمور خاصة إذا كان داعية وكان رجلاً مؤثراً، فيصبح المنزل لا يشكل عليه أي عبء وهو في عمر الأربعين في الريعان، وهي السن التي يمكن أن ينتج بها ويؤثر، فإن الأنبياء كانوا في هذه السن، وهذا بخلاف ما إذا كان قد تزوج متأخراً.