للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الاعتذار بسوء التربية والوسط الذي يعيش فيه]

والآخر الذي يحتج مثلاً بالتربية والوسط الذي عاشه يحتج بهذه التربية على كونه عاش هزيلاً على كونه عاش مفرطاً في جانب العلم أو الدعوة، هو الآخر غير جاد مع نفسه، وإلا فهو يسمع كما يسمع الآخرون ويقرأ كما يقرأ الآخرون.

معشر الإخوة الكرام! في غزوة بني قريظة حين حكم فيهم النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ رضي الله عنه فحكم فيهم: بأن تقتل مقاتلتهم وأن تسبى ذراريهم كان كل من بلغ الحلم قتل، ومع ذلك كان هذا الشاب صغير السن ربما يبلغ الرابعة عشرة أو الثالثة عشرة أو أكثر أو دون ذلك، وقد عاش في بيت يهودي، فأبوه يهودي وأمه يهودية، وعاش في وسط أحياء اليهود، وهو من الصغر يرضع الحقد على هذا الدين ويسمع من والده ومن عمه ومن أقاربه ومن أمه ومن الوسط الذي هو فيه؛ يسمع ذم هذا الرجل وأنه كذاب غير صادق، ومع ذلك قتل، فهل قتل ظلماً؟

الجواب

لم يقتل ظلماً فهذا حكم الله من فوق سبع سماوات وسيلقى الله عز وجل ويحاسبه.

فلئن كان أحد -معشر الإخوة الكرام- يعذر بسوء التربية فهؤلاء أولى بالعذر من غيرهم ممن عاش في بيئة مسلمة يسمع الكلمة صباح مساء، فلماذا نتهرب من المسئولية ونحملها الآخرين، ونسقط تبعاتنا على غيرنا، تارة على الأب تارة على الأستاذ تارة على فلان أو فلان من الناس تارة على الوسط الذي نعيش فيه، ونتفنن في ارتفاع الرقم الذي يصل إليه الذين يتحملون المسئولية وننسى أشخاصنا وننسى أنفسنا؟