للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[توجيه للشباب المتكبرين عن مجال المنحرفين]

السؤال

بعض الشباب الملتزمين لا يكلم هؤلاء الشباب، ولا يضحك معهم، فما رأيك -يا شيخ- في هؤلاء، هل هم على الصواب أم على الخطأ، ثم ما نصيحتك لهؤلاء الملتزمين؟

الجواب

قضية الضحك معهم شيء آخر، فرق بين الابتسامة وحسن الخلق، وبين المضاحكة، فعندما ندعو الشاب المستقيم إلى أن يبتسم لهؤلاء، وأن يحسن الخلق، لا ندعوه بعد ذلك إلى أن ينزل عن الوقار الذي منحه الله إياه، فيصبح إنساناً هازلاً، إنساناً يشارك هؤلاء في هزلهم، بل هذا يسقط قيمتك، يجب أن تكون متميزاً عندهم، فمع حسن الخلق والابتسامة واللطافة تشعرهم بأنك رجل جاد، عندك قدر من الجدية ليس عندهم، لا يسوغ أن تشاركهم في كل ما هم عليه ولو لم يكن محرماً، ولا أن تشاركهم في أحاديثهم، أو أن تنزل إلى القدر الذي ينزلون إليه؛ لأن هذا يزيل وقارك، ويزيل هيبتك، هذه قضية.

القضية الثانية: بعض الذين أجابوا بتلك الإجابات أفادوا أن بعض الملتزمين ينظرون نظرة استكبار إلى هؤلاء، وبعضهم أفادوا أن بعض الملتزمين عنده سوء خلق، المهم أنه تنوعت -أيضاً- الإجابات التي تدل على تضايقهم من هذا السلوك وهذا الأمر.

وبعضهم يعتذر عندما نقول له: لم لا تسلك طريق الاستقامة؟ يقول: إنني لا أجد في الملتزمين حسن الخلق، ولا أجد فيهم القدوة، وعلى كل حال ليس الأكثر هؤلاء، وإن كان عددهم كثيراً، لكنهم بالنسبة إلى أولئك الذين أبدوا المشاعر الطيبة يعتبرون قلة ولا شك.

ولكن مع ذلك ينطلقون من بعض السلبيات التي نقع فيها: من النظرة السيئة، فبعض الشباب الذي عنده استقامة وخير ينظر إلى هؤلاء من علو، وينظر إلى هؤلاء وكأنه أعلى منهم منزلة، فيا أخي! أعرف نعمة الله سبحانه وتعالى عليك بالهداية، واعلم أن هذه الهداية التي أنت عليها وهذه الاستقامة ليست من كدك، ولا من كد أبيك، ولا من جهدك، بل هي توفيق الله سبحانه وتعالى، فلو شاء ربك كنت أيضاً مثلهم، فالقلب بين أصابع الرحمن.