[من الطاقات المعطلة المتفاعلون مع الدعوة والمحبون لها]
أول هذه الطبقات وأهمها: هم ما يمكن أن نسميه -وهذا مصطلح ولا مشاحة في الاصطلاح- الصف الثاني للصحوة، ونعني بهم الناس الذين يتفاعلون مع قضايا الصحوة، فتجده مثلاً يتابع ما يطرحه الدعاة إلى الله عز وجل، ويتضامن معهم، فهو مثلاً يحضر المحاضرات العامة، ويقرأ الكتب والإصدارات التي يصدرها هؤلاء، ويتحدث عن الصحوة مع غيره في المجالس، ويتابع ويتفاعل مع قضايا الصحوة داخل نفسه، ويبدو ذلك أيضاً في حديثه مع الناس.
وهم قطاع كبير في المجتمع، لكن لا يصنع شيئاً وراء ذلك، ولا يقدم أي عمل، وغاية ما يقدمه هو -كما قلت- مجرد التفاعل مع قضايا الصحوة، بل لا أبالغ إذا قلت: إن الكثير الآن من طبقات المجتمع يتفاعلون مع قضايا الصحوة، ومع رواد الصحوة، بدليل أنك تجد مثلاً رواج الشريط الإسلامي، وتجد أن الآلاف يسمعون الشريط الإسلامي، وتجد المحاضرات التي تقام لكبار قادة الصحوة مثلاً أن يحضرها الآلاف من الناس، وهي إنما تقام مثلاً في مدينة واحدة فقط، والآخرون لا يتيسر لهم الحضور، فهذا مظهر من مظاهر التفاعل مع قضايا الصحوة.
والتفاعل مع كافة الأطروحات التي يطرحها الدعاة إلى الله سبحانه وتعالى، ورواد جيل الصحوة، ولكن القضية عند الكثير تقف عند هذا الحد، فهو يسمع الأشرطة، ويحضر المحاضرات، ويقرأ ما يكتب، ويتفاعل فقط داخل نفسه، لكن ما وراء ذلك لا يصنع شيئاً.
أقول: للأسف أن الكثير ممن يتفاعلون مع قضايا الصحوة هم من هذه الفئة، ولو نجحنا فقط في توظيف هذه الطاقات، لو نجحنا في توظيف الذين يستمعون إلينا فعلاً النجاح التام لاستطعنا أن نصنع الشيء الكثير، لكن متى ننجح في ذلك؟ وهذا ما أدعو إليه.
وهذا لا يعني أني أتهم المتحدثين، أو أتهم الدعاة، أو أتهم جيل الصحوة بأنهم قاصرون وعاجزون، كلا فكونهم يكسبون هذا التأييد هذا دليل على أنهم يملكون قدراً كبيراً من النجاح، لكن أقول: نريد أن ننتقل خطوة أكبر من ذلك، أكثر من مجرد أن يسمع حديثنا الناس، أكثر من مجرد أن يتفاعل مع حديثنا الناس، بل أن نستطيع أن نصنع جهود عملية من وراء ما تحدث به.
أن نحرك هذا الجيل الذي يسمع لنا ويؤيدنا، بل أقول يا إخوة! وأنا واثق مما أقول: إن أكثر طبقات المجتمع يتضامن ويؤيد الصحوة، ويقف مع قضايا الصحوة، ولكن تبقى القضية قضية مشاعر قلبية، تبقى القضية تضامن وشعور داخلي قد يتجاوز إلى الحديث في المجالس، والدفاع وتبني قضايا الصحوة، لكن ما وراء ذلك هو ما نريده.