للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[فوائد القراءة]

السؤال

تعلمون ما للقراءة من فوائد عظيمة وكثيرة: من حفظ للوقت، وإنارة الفكر، وغير ذلك؛ ولكن كثير من شباب الأمة منصرفون عنها إلى اهتمامات أخرى غالبها اهتمامات تافهة، فنرجو توضيح بعض فوائد القراءة، والمنهج الصحيح للقراءة؟

الجواب

أنت ذكرت بعض الفوائد من حفظ للوقت، وإنارة للفكر، وغير ذلك.

فأقول: أولاً: القراءة تحفظ وقتك كما ذكر الأخ، فعلى الأقل تجعلك لا تنشغل في معصية الله، فتكون حفظت هذا الوقت في طاعة الله، فإذا سئلت عنه أمام الله عز وجل فقد قضيته في قراءة علم نافع.

وفي الحديث: (من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة)، فالذي يقرأ لأجل تحصيل العلم فإن الله يسهل له بهذا الطريق طريقاً إلى الجنة.

وفيها تحصيل فوائد علمية، والقراءة أيضاً تعينك على تصحيح سلوكك، فلما تقرأ في كتب السلوك والآداب تستفيد فتصحح سلوكك، والقراءة تعينك على الصلة بالله، وتزيد عندك جانب الرقائق، فأنت لما تقرأ في كتب الرقائق تتأثر في ذلك، القراءة تعينك على الدعوة؛ لأنك لما تقرأ في كتب الدعاة وكتب الدعوة أيضاً تتحمس للدعوة، فالقراءة تنمي تفكيرك، وقدرتك على التفكير، وحل المشكلات.

فالمهم أن القراءة لا يستغني عنها أحد، وأنا أقول للشباب: الآن في الإجازة يجب على الإنسان العادي أن يقرأ ما لا يقل عن ساعتين، وهذا أمر سهل في الإجازة، ثم الذي يتخصص في العلم هذا له قراءة أخرى، لكن هذا الإنسان مثلاً يقول: أنا تخصصي ما هو بالعلم الشرعي، ولي توجه آخر، مثلاً أنا أجد إني عندي نشاط في دعوة المنحرفين، أو مثلاً دعوة الجاليات، أو غيرها من الأمور الأخرى المهمة، فنقول: لكن لابد أنك تقرأ على الأقل ساعتين، وما سوى ذلك اصرفه في غيره، وأما الذي يهتم للتخصص في العلم فهذا يصرف نفيس وقته في القراءة.

فأقول: يا شباب! هذا الوقت فرصة لكم، وأنا أذكر لكم عن نفسي الواحد منا يبحث عن وقت الآن حتى يقرأ فلا يجد وقتاً حتى يحضر لمثل هذا الموضوع الذي ألقيه، فلا أكاد أجد وقتاً من زحمة الأوقات والمشاغل.

وكم نعظ أصابع الندم على تلك المراحل الطويلة من الشباب التي قضيناها وأهملنا فيها حظنا من القراءة والتحصيل، والآن وصلنا إلى هذه المرحلة والمستوى -والإنسان يعرف نفسه- لا علم، ولا قراءة، ولا إحاطة، فالواحد يشعر أنه رزق على الأقل شيئاً من القدرة، فأراد أن ينفع الناس به.

ونريدكم ألا تكونوا مثلنا، فنريدكم أن تأتوا وأنتم تحملون الإخلاص الذي لا نحمله، والإيمان والصلة والصدق مع الله عز وجل الذي نجد أننا نعاني من فقده، وتحملون العلم الشرعي، وتحملون الوعي والقدرة بحيث لا يبقى لأمثالنا مكان، فنريد أن يبقى المكان للناس الذين هم أعلى، ولن تصلوا إلى هذه المنازل إلا عندما تحفظون أوقاتكم، ومن خير ذلك استغلال الوقت بالقراءة، إلى غيرها من حضور مجالس العلم، وغيرها من وسائل تحصيل العلم الشرعي.