ومن ذلك أيضاً: تعظيم التماثيل والنصب التذكارية وغيرها، والرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن التصوير؛ لأنه من وسائل الشرك، فالتصوير الذي يؤدي إلى وجود تماثيل أو غيرها وسيلة من وسائل الشرك كما ذكر الله سبحانه وتعالى عن قوم نوح، وكيف وقع فيهم الشرك كما ذكر ذلك ابن عباس رضي الله عنهما، وتعظيم التماثيل من الأمور التي يجب أن يُنتبه لها؛ لأن كثيراً من الناس يدخلها في باب الآثار، وباب الآثار باب عريض، قد يدخل فيه الآثار التي يكون الاهتمام بها أمراً مباحاً، لكن كثيراً ما يدخل فيها بعض الآثار التي تُعظَّم وتُقدّس ويؤدي تعظيمها إلى أنواع من التعلق بها، وتعلمون أنتم ما يجري فقد يأتون بلوحة عبث فيها ملحد أو نصراني فخطها قبل ثلاثين سنة أو مائة سنة أو مائة وخمسين سنة فتباع بالملايين من الدولارات، ولو عُثر على صنم هبل الذي قد كسر لبيع بملايين، فتعظيم الآثار وخاصة آثار الرسول صلى الله عليه وسلم يؤدي أحياناً إلى أنواع من التعلق بها والشرك بها، وهذا مدخل خطير يجب أن نحذر منه جميعاً.
أيها الإخوة في الله! ينبغي أن نعلم أن تحقيق التوحيد ضروري لبناء الإيمان، وأن من أعظم الأمور التي لا بد منها في تحقيق هذا التوحيد هو الحذر من الشرك الأكبر والأصغر بجميع أشكاله وصوره، ولنعلم أن الأمر خطير وأنه مدخل من المداخل الخطيرة أسأل الله سبحانه وتعالى أن يقيني وإياكم شرها، وأن يرزقني وإياكم تحقيق التوحيد، وأن يجعلنا ممن يموت على كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله، غير واقع في شرك ولا في غيره مما يضاد هذا التوحيد.