أنا شاب أحاول الالتزام منذ زمن بعيد محاولات شبه جادة، ولكني أجد أن الأمر ليس سهلاً؛ فأني لو التزمت الالتزام المطلوب فهناك بعض الذنوب أرى من الصعب علي تركها بسهولة حتى بعد الالتزام، فماذا أفعل؟
الجواب
أولاً: نقترح أن تكون توبتك جادة حتى تنجح.
ثانياًً: أقول لك: إن هذا وهم وهذا من كيد الشيطان، فأنت كنت في يوم من الأيام لا تفعل هذه الذنوب ولا شك، ثم أصبحت تفعلها من خلال العادة، فكل ما اكتسبته من خلال العادة تستطيع أن تتركه من خلال العادة، فترى أن الصبي الصغير لا يستطيع المشي، فيحاول ويحبي ثم ينهض تارة ويكبو أخرى حتى يستطيع بعد ذلك فيصبح يجري، وترى من لا يحسن السباحة فيحاول ويغرق أحياناً وينجح أحياناً ويفشل أحياناً حتى بعد ذلك يستطيع أن يجيدها، فأنا أقول أولاً: هذا وهم وحيلة شيطانية.
الأمر الثاني: افترض أنه بقي ذنب أو ذنبان لم تتركها فبالله عليك أيهما خير لك: أن تبقى في الطرف الآخر على الصفر أو على الأقل تتقدم خطوة إلى الأمام؟ لا شك أن الأفضل هو الثاني، وتقدمك خطوة إلى الأمام سيعطيك دفعة وقدرة على التخلي عن الذنب.
فنقول لك: التزم واسلك مع الصالحين حتى ولو بقيت بعض الذنوب التي تفعلها، فهذا خير لك ألف مرة من أن تبقى على حالك السابقة.