العامل الرابع غياب التوجيه والقدوة والمثل الأعلى: من هم الذين يبرزون الآن أمام شباب المسلمين، وأمام فتيات المسلمين في مجتمعات المسلمين المعاصرة؟ هم أهل الفن، أهل الغناء والتمثيل والرقص، أهل الرياضة والمجون، هذه هي النجوم اللامعة، والأسماء المشتهرة بين شباب وفتيات المسلمين، فهل يرى هؤلاء القدوات الصالحة التي تضرب لهم المثل الأعلى؟ وهل يسمعون بكل وضوح وكل طمأنينة الكلمة الواعية العميقة الناصحة التي تحدثهم عن مشكلاتهم وعن معاناتهم، والتي تحدثهم عن الدين حديثاً يربطهم بعالمهم وواقعهم المعاصر؟ فحين تثار أمامهم الغرائز والشهوات، وحين يعولون الاعتماد على غيرهم، وحين تفتح أمامهم القدوات السيئة والساقطة حينها يعيشون فعلاً أزمة المراهقة.
المقصود -أيها الإخوة- من هذا الحديث كله هو أن هذه النظرة السائدة عن المراهق بحاجة إلى مراجعة، فهذه النظرة -كما قلنا- ولدت شعوراً خاطئا عند الشباب والمراهقين أن مرحلة المراهقة مرحلة ملازمة للأزمة والانحراف والشهوات التي ولدت النظرة عند الأب أن ابنه أو ابنته ما دام في مرحلة المراهقة فهو معذور ولا يرجى منه إلا ذاك، هذه النظرة التي ولدت عند المجتمع بأسره التماس العذر لهؤلاء نظرة خاطئة، لا تتفق مع النظرة الشرعية التي ترى أنه فرد مكلف وأنه إنسان مطالب بسائر التكاليف الشرعية.
وهذا كما قلنا لا ينفي أنها مرحلة ذات صعوبة أو أنها مرحلة فيها أزمات ومشكلات؛ لكن هذه المشكلات ليست كلها عائدة إلى طبيعة الشاب أو طبيعة الفتاة أو طبيعة السن، بل هناك عوامل عدة تساهم في التأثير عليها.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا وإياكم لطاعته وأن يجنبنا وإياكم أسباب معصيته وسخطه إنه سبحانه وتعالى سميع قريب مجيب، ونترك بقية الوقت للإجابة على الأسئلة.