للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[إبراز الوجه الحضاري للأمة الإسلامية]

الأمر الرابع: إبراز الوجه الحضاري للأمة.

صحيح أن أمة الإسلام اليوم تعيش واقعاً سيئاً، وتعيش واقعاً لا يسر المسلم أن ينتسب إليه، خاصة في ظل المجتمع الغربي الذي يعتبر القيم المادية هي كل شيء، ويعلي شأن هذه القيم المادية، إننا نملك رصيداً هائلاً في تاريخنا وفي تاريخ أمتنا، وهذا التاريخ يغيب عن أولادنا خاصة أولئك الذين يعيشون في بلاد الغرب، فربما يدرس الذين يعيشون في بلاد الإسلام شيئاً من تاريخ الأمة وإن كان لا يكفي، لكن أولئك الذين عاشوا في بلاد الغرب يجهلون كثيراً من معالم تاريخ الأمة، ومن ثم فإن مواقف التاريخ الإسلامي المشرقة بدءاً بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، والخلفاء الراشدين، وسائر الصحابة، والدولة الأموية، والعباسية، وغيرها في الحضارة الإسلامية التي حكمت مشرق الأرض ومغربها، فيبرز هذا التاريخ ليس لمجرد التاريخ السياسي: جاء خليفة ثم مضى وجاء آخر، وإنما إبراز الجانب الاجتماعي في تاريخ الأمة، وإبراز الجانب الحضاري في تاريخ الأمة، والجانب العلمي، إبراز هذه الجوانب المشرقة في تاريخنا الإسلامي، وأعتقد أنه يمثل حاجة ملحة لأولئك الذين يعيشون في بلاد الغرب أن نعطيهم البديل، فإنه يشعرهم بأنهم ينتمون إلى أمة عريقة، وينتمون إلى أمة قادرة على أن تبني حضارة لا تقارن بها هذه الحضارة المادية التافهة.

إن التاريخ يبرز النموذج الواقعي أمام الناس، فيقنع الناس بإمكانية تحول المثل إلى نماذج واقعية يرونها ويعايشونها، فإبراز تاريخ الأمة يمثل ضرورة ملحة في خطابنا وتربيتنا لأولادنا وبناتنا، وأرى أن المدارس الإسلامية والمراكز الإسلامية لم تقدم أنشطة للأطفال والشباب، فيجب أن يأخذ التاريخ الإسلامي والتعريف به، خاصة الجوانب الحضارية، والجوانب المشرقة، أن يأخذ ذلك مكاناً مهماً في البرامج التي تقدم.