للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[بقاء المدرس في مدرسته مع المضايقة أفضل من الانتقال]

السؤال

ماذا يفعل المدرس في مدرسة ما وهو يواجه تضييقاً من إدارة المدرسة حول ما يقوم به من أعمال لخدمة الدين، أليس من الأفضل أن ينتقل إلى مدرسة أخرى بحيث يقيض الله لهذه المدرسة مدرساً آخر يكون مفتاح قلوبهم على يده؟

الجواب

المفروض أن يبقى ويلزم هذا الميدان، صحيح أنه قد ينتج إنتاجاً ضعيفاً؛ لكن من لهؤلاء البقية في هذا الميدان، وليس بالضرورة أن يكون إنتاج الإنسان في مدرسة مرتبطاً بنشاط مدرسي، هذا لا شك جزء من الأعمال المنتجة والمهمة؛ لكن المدرس يدخل الفصل ويتحدث مع الطلاب ولا يملك أحد أبداً أن يحاصر حديثه، ولسنا بحاجة إلى مدرس يوقع نفسه والآخرين في إحراجات، نحن بحاجة إلى إنسان يخوف الناس بالله عز وجل أن يعظهم ويذكرهم بالدار الآخرة أن يعالج المشاكل التي يعانون منها مشاكل الشهوات الصارخة أمامهم مشاكل عدم وضوح الطريق، أقول: يمكن أن يؤدي من خلال فصله التوجيه في الفصل مع الطلاب من خلال المنهج الدراسي وغيره أن يوجه الطلاب بالكلمة الصادقة أن يدعوهم إلى حسن الخلق أن يذكرهم بالله عز وجل ويخوفهم منه، هذا جزء لا يتجزأ من الدعوة التي نريد.

وعندما نتحدث عن الدعوة فليس بالضرورة أن تكون الدعوة تلك المواقف التي فيها مواجهة، أو فيها إنكار لمنكرات ظاهرة أو غيرها، قد تكون هذه جزءاً من الدعوة وهي تطلب من أشخاص معينين، أو في مواقف معينة فيما يحقق المصلحة ولا يترتب عليه مفاسد، أما الخط العام في الدعوة إلى دين الله عز وجل فهي دعوة إلى دين الله بكل ما يحمله هذا الدين، فهل يعجز المدرس عن أداء مثل هذه الأدوار؟ لا يمكن، حتى ولو حوصر في فصله أو ضويق، فيجب أن ندعو ونعمل على قدر الموقع الذي نحن فيه.

وإذا كنت أنت ستنسحب والثاني والثالث فمن يبقى لهؤلاء؟ وأنا بصراحة أقول: إن الرجل الذي ينتظر الأدوار أن تفتح له الأبواب قد يكون رجلاً مستوى الجدية عنده منخفض، ومستوى العزيمة والإصرار عنده منخفض.

يا أخي! أنبياء الله عز وجل كانوا يواجهون ما واجهوا من المضايقة والمحاصرة، والمحاصرة الإعلامية، والمحاصرة الجسدية، ومحاصرة كل ما يقول من كلمة والمضايقة والأذى، ومع ذلك واجهوا وعملوا، ولم يقولوا: قد قطعنا الإياس في شأن أقوامنا.