للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[دعوة إلى التواضع والإخلاص في العمل الدعوي]

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله.

أما بعد: ففي بداية هذا اللقاء أشكر الإخوة في المكتب التعاوني للدعوة وتوعية الجاليات بشقراء على إتاحة هذه الفرصة، وعلى حسن ظنهم ودعوتهم لي، ولكني أعتب كثيراً على أخي الذي قدم فأثنى علي ثناء أعلم من نفسي دون مبالغة ودون تواضع أني لا أستحق جزءاً منه.

ونحن في الحقيقة أيها الإخوة -وأقولها بكل صراحة- أحوج إلى أن نوصى بالتواضع، ونحن أحوج إلى أن ننهى ونحذر كثيراً من العجب والرياء عافانا الله وإياكم، فإن تصدر المرء لهذه المنابر مدعاة لأن يدخل الإعجاب إلى نفسه، وأن يعجب بعلمه، وهو لا يحصل ولا يدرك إلا أقل من القليل، ويعلم الله عز وجل أنه لولا شعورنا بالحاجة والأمانة لكان هذا الأمر -أعني خوف العجب والظهور عند الناس بمظهر لا نستحقه- عائقاً لنا، ولكنا نعلم أن هذا ليس عائقاً شرعياً، وأنه لا يجوز للمرء أن يتأخر أو يتوانى في أن يقول علماً علمه، أو ينشر خيراً رآه، أو يساهم في دفع مسيرة الصحوة بحجة أنه يخشى من الإعجاب والرياء، فإن أملنا بالله سبحانه وتعالى، وظننا بالله عز وجل -نسأل الله سبحانه وتعالى أن نكون ممن يحسن الظن به- أن يعيننا على أنفسنا.

إنني أقول أيها الإخوة: إننا أحوج إلى أن نوصى بأن نعرف قدر أنفسنا أكثر من حاجتنا إلى الثناء، وخاصة أيضاً الحديث عن الإخلاص وعن المساهمة في أمور الدعوة، فهي أمور أظن أنها من قضايا الغيب مما لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، ولكني لا أملك إلا أن أقول: نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل ما أعمل خالصاً لوجهه، وأن يجعلني خيراً مما يظن أخي، وأن يكتب لي ما لا يعلم.

بين يدي هذا الموضوع مدخل، ثم بعد ذلك العنصر الثاني: حاجتنا إلى النجباء، ثم آفات النجباء، وأخيراً: حتى لا نظلم النجباء.