[أخذ الجانب التربوي بعين الاعتبار عند تعدد الزوجات]
تاسعاً: لا بد من اعتبار الجانب التربوي عند التعدد، وتعدد الزوجات أمر مشروع لا نقاش فيه، لكن ينبغي للرجل حين يفكر في أن يعدد أن ينظر إلى أثر ذلك على التربية، وأن تتحقق فيه الشروط التالية: أولاً: لا بد من أن يعتبر ضمن القدرة على التعدد، فالذي لا يستطيع أن يربي أولاده يعتبر غير قادر على التعدد، وهذا أمر شرعي لا بد أن يضعه في الاعتبار، حين لا يستطيع أن يرعى أولاده ويربيهم ينبغي له أن يتوقف عن مثل هذا المشروع.
ثانياً: لا بد أن يحسن التعامل مع التعدد، نحن أحياناً نمارس التعدد بطريقة خاطئة، فنحسن التعامل معه بما يتناسب مع التربية، من خلال مراعاة أول شرط وهو شرط العدل؛ لأنه حين يخل الزوج المعدد بالعدل فسيترك أثره ذلك على أولاده.
ثالثاً: الوقت الذي يصرفه لأولاده، سواء الأولاد جميعاً أو هنا أو هناك.
رابعاً: الزوج المعدد يختار السكن الذي يتناسب مع زوجته الأخرى فهذا مطلب ربما يكون منطقياً بالنسبة للزوجة، لكن بالنسبة لإشرافه هو على أولاده ورعايتهم ربما يكون مناسباً.
خامساً: دور الزوجة وحكمتها، فالزوجة حين تبتلى بزوج معدد ينبغي لها أن تكون حكيمة في التعامل مع هذا الواقع، ألا تكوِّن عند أولادها نظرة سلبية تجاه والدهم، ألا تؤثر هذه النظرة، أن تجعل مشكلتها مع زوجها ومشكلتها مع هذه الضرة الوافدة قضية تخصها، فلا تظلم أولادها ولا تؤثر عليهم من خلال نقلهم إلى مثل هذا الواقع.
أعرف أن هذه النقاط الثمان التي ذكرت غير كافية في الإجابة على هذا السؤال (كيف نرتقي بالأسرة لتؤدي هذه الرسالة؟) لكن هذا قدر ما يسمح به هذا الوقت، ولعلنا أن نكون من خلال هذا الحديث قد أجبنا على هذين السؤالين: لماذا الأسرة اليوم مدعوة إلى أن تسعى لتعزيز الرسالة التربوية؟ ثم كيف تحقق ذلك؟ وما ذكرناه لا يعدو أن يكون أمثلة ونماذج.
أسأل الله عز وجل أن يهب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين، وأن يجعلنا للمتقين إماماً، وأن يصلح ذرياتنا وأزواجنا إنه سميع مجيب، وأترك ما تبقى من وقت للإجابة على بعض الأسئلة.