للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[نقد الجهود الدعوية]

الأسلوب الثامن: نقد الجهود الدعوية: كثيراً ما نسمع نقد الجماعات الإسلامية، والأعمال الموجودة في العالم الإسلامي.

الآن هناك جهود ولله الحمد نراها في كل مكان مراكز إسلامية، جمعيات إسلامية، تجمعات تقوم بخدمة هذا الدين والدعوة إليه، وقد يحصل منها مخالفات فعلاً، فنجد أحياناً بعض الناس حتى يدافع عن نفسه بصورة غير مباشرة يمارس النقد لمثل هذه التجمعات، فالجماعة الفلانية لا تعتني بالعلم الشرعي، والجماعة الفلانية عندها مخالفات، والجماعة الفلانية عندها بدع، والجماعة الفلانية عندها كذا وكذا حتى نقضي على كل تلك الجهود.

يأتي هنا يقول لك: والله هؤلاء الشباب يجمعون الشباب على قضايا فارغة لعب كرة، وإضاعة وقت، وقضايا ليس فيها فائدة، أولئك يقصرون في العلم، أولئك يقصرون في العبادة، وأولئك ويعطيك قائمة من الانتقادات الشباب أصحاب الهيئات يقومون بجهد لكنهم ما عندهم عناية بالعلم الشرعي ولا يفقهون هؤلاء أصحاب المراكز الصيفية عندهم كذا وكذا هؤلاء عندهم كذا وكذا ويعطيك قائمة من الانتقادات لكل من يقوم بجهد دعوي، فلماذا ينتقد الجهود الدعوية؟ لأنه عندما يشيد الجهود الدعوية سيقال له: أين دورك أنت؟ وأين موقعك في الساحة؟ لكنه عندما ينتقد يبقى هو على الأقل سالماً من الأخطاء التي وقع فيها الآخرون.

وللأسف أنه أصبح الآن يكفي لتسقط فلاناً من الناس أنك تنجح في إثبات أنه ينتمي إلى جماعة معينة أو أنه له علاقة بجماعة معينة حتى تقضي عليه في أعين الناس، ومتى كانت هذه تهمة؟ نقول: نعم، هناك خلل موجود ولا شك سواء في الأنشطة الإسلامية، أو الجماعات الإسلامية الموجودة على الساحة، ولا زلنا ندعو إلى تصحيح الخلل، لكن هذا شيء والأسلوب الذي نمارسه للتهرب من المسئولية شيء آخر، أن نقضي على هذه الجهود ونلغيها كلها، وهي جهود لا تساوي شيئاً عند الكثير من الناس، وهو لا يصنع شيئاً، ماذا يصنع هو؟ يجتمع في المجالس مع فلان وفلان من الناس، طيب ماذا قدّمت؟ لنفترض أن كلامك سليم مائة بالمائة، وهؤلاء يضيعون أوقاتهم، وهؤلاء لا يقدمون شيئاً، وأنت ماذا قدّمت للأمة؟ لا يعرف إلا ترداد مثل هذه الكلمات، فيجب أن نحذر ونعرف أنه ليس من الفقه ولا من العلم، وليس من علو قدرة الإنسان أن يستطيع أن ينقد الأوضاع فالنقد سهل فهذا المكان لو طلبنا من كل واحد منا أن ينقد، فإنه يستطيع أن يجد فيه أخطاء فنية في تصميمه، كل إنسان يستطيع أن يكتشف لنا أكثر من خطأ، لكن لو يقوم هو بالعمل لم يستطع.

لو طلبنا الآن من أحد الشباب أن يقوم فيلقي كلمة، فكل واحد منا يستطيع أن يجد عليه خطأ في اللغة، أو يجد أنه استشهد بحديث ضعيف، أو ترك هذه النقطة ما بيّنها، فكل إنسان يستطيع أن يجد عليه أكثر من ملاحظة، لكن لو يقوم قد لا يستطيع أن يأتي بنصف ما أتى به.

فالنقد أمر يجيده الجميع لكن العمل شيء آخر، ونحن لا نمانع من النقد بل نطالب بالنقد والتصحيح، وبيان الأخطاء بالأسلوب الشرعي، لكن هذا شيء كما قلت وأن يكون هذا وسيلة غير مباشرة للتهرب من المسئولية كما يمارس الكثير شيء آخر.