للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تأكيد هوية الأمة]

نجد أيضاً في الحج تأكيد هوية الأمة، وهو مما يؤصل التوحيد، بتأكيد مفارقة المشركين، وقد تمثلت في أمور عديدة، تمثلت أولاً في التلبية، فإنهم كانوا يقولون: لبيك لا شريك لك إلا شريكاً هو لك تملكه وما ملك، فخالف النبي صلى الله عليه وسلم هديهم.

وتمثلت مفارقة المشركين في أداء الحج، بل قصد النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، فإن المشركين كانوا يخرجون من عرفة قبل أن تغرب الشمس، فخالف النبي صلى الله عليه وسلم وقال: (خالف هدينا هدي المشركين) فبقي النبي صلى الله عليه وسلم حتى غربت الشمس.

كانوا لا يفيضون من مزدلفة حتى تطلع الشمس ويقولون: أشرق ثبير وخالف النبي صلى الله عليه وسلم هديهم في ذلك فدفع النبي صلى الله عليه وسلم من مزدلفة قبل أن تشرق الشمس، وقال صلى الله عليه وسلم في ذلك: (خالف هدينا هدي المشركين) مما يعني: أن هذا أمر مقصود.

أمر مقصود أن تتميز الأمة، أمر مقصود أن تعيش الأمة هذا التميز وأن تشعر أنها أمة متميزة، أمة لها هويتها، ونحن أحوج ما نكون في هذا الوقت إلى هذه القيم وهذه المعاني أن تتربى عليها الأمة وأن تعيشها الأمة، على المستوى الفردي، وعلى المستوى الجماعي أيضاً.

الأمة اليوم تعيش انهزام، الأمة نظراً لتأخرها في ميدان الحضارة، وميدان العلم المادي، والواقع السياسي والواقع الاجتماعي أصبحت تعيش عقلية الهزيمة، ولتفوق الآخرين عليها أصبحت تعيش التقليد، وما نلحظه اليوم في واقعنا وسلوكنا من الهزيمة النفسية عند الأمة تجاه الآخرين، والشعور بالهوان والضعف والتقليد، هذه المظاهر التي تدل على خلل في هوية الأمة، تدل على خلل في اعتزاز الأمة بهويتها، هذه المظاهر تقودنا إلى إثارة هذا

السؤال

أين أثر هذه العبادات على الأمة؟ ولو أن الأمة تعي حقيقة هذه العبادات لتركت أثرها، سواء على المستوى الفردي أو على المستوى الجماعي.